بسم الله الرحمن الرحيم فحين قراءتك لسورة الزلزلة تبدوا لك صورة من الواقع المر الدي نعيشه بحيث أن كل من كان في الافق أصبح في الاسفل و كل من كان الباطن أصبح اليوم هو السيد و الامر الناهي , فالزلزال و لو أنه كارثة طبيعية يسلطها الله على عباده حتى يستفيقوا و يعتبروا , فرغم ألم و هم الزلزال , و الله ان لفيه حكمة كبيرة و من ورائه دروس و عبر كثيرة , فعسى أن تكرهوا شيئا هو خيرا لكم و عسى أن تحبوا شيئا هو شرا لكم ,
نحن اليوم أصبحنا في وضع لا أحد يريد ان يتنازل لأخيه عن حق من حقوقه , لا أحد يريد أن يقتسم مع أخيه خبزه أو ايوائه أو سيارته , أصبحنا أنانيون فوق المعقول , و غير عابئين بالناس الاخرى كل ما يهمنا هو اشباع غرائزنا و النوم , أصبخنا لا نهتم لا للمسكين و لا للجائع و للمختاج و نحن نرى نرى بملأ أعيننا المتشردين في كل ركن و لا نكترث للأمر أبدا , كل شيء عاد عادي في نظرنا كأن المسؤولين و الحكام غائبون تماما و غير عارفين بما يجري , فلمادا انخبناهم ادا ان كانوا لا يهتمون لانشغالاتنا ادن , ؟ فبالله عليكم هل فكرتم في يوم سيحل عليكم زلزال بين اللحظة و الاخرى تصبحون لا شيء , و الله لا شيء لا مالكم و لا أموالكم و لا أولادكم , في تلك اللحظة تنسى حتى اسمك , فهل فكرتم أن كل ما هو بين أيديكم قد يضيع في رمشة عين لو قدر قادر هزة عنيفة و ستصبحون ركاما , فالقصور التي بنيتموها بالحرام لن تأخدوها معكم , و الرشاوي التي أكلتموها من الشعب لن تنفعكم في شيء , هل سألتم ان كان هناك شخص مات و أخد معه تلك الاموال التي أنتم تحرمون منها الشعب و اخوانكم و تنهبوها أنتم باسم الشعب و فأمرنا أصبح يوحي برغبة شديدة في قوة قادر لأجل أن يعطي شيئا ما لعلكم تنتبهون لأنه استحالة أن تسمعونا أو تقرئونا أنتم أو تتنازلوا عن الكراسي التي أخدتموها بالحيلة و النفاق , استحالة أن تتنازلوا عن فسادكم و تكفوا عن فجوركم , فالسفينة هي بصدد الغرق بكم و أنتم غير عابئين بغرقها , تلهثون وراء النزوات و الشهوات و النساء و المادة و الترف , مستغلين الوضع القائم , أعرف أنكم لا تؤمنون بأن الوضع سيتغير لأنكم ماسكون و غالقين على أنفسكم من كل جانب , لكن اسمحولي أن أعلمكم أن الوضع سيتغير بأدن الله و التغيير هدا سيكون ببركة الاولياء الصالحين و نية بعض الاوفياء من الشعب الدين مازالت في شيء من النخوة و الرجولة و الايمان بالوحدة , و لا تهمهم من الدنيا هته سوى خدمة الصالح العام و مكافحة أمثال الدين أتحدث عنهم ,
فلمادا الزلزال في نظركم ؟
الزلزال أصبح ضرورة ملحة لأجل أن تتدكروا و تتقوا و تتوبون الى الرب العزيز الكريم , فأصبح الفرد لمجرد أن ينصلح حاله و يلبس ثوب الممثل أو النائب عن ارادة الشعب يتغير و يتبدل كأن حل به مس جن خربط مخه و شل بصيرته , فمن هدا المنظور لا بد أن ننتظر زلزالا و عنيف , و نضع كل أمالنا و ورقة مصيرنا على هدا الاخير , لأن الزلزال هو الشيء الدي سيخلصنا من أيديكم و من حياتكم التعيسة , فالزلزال ليس له صديق فادا حل سقط البنيان كله على أهله , و الاعمار بيد الله , فمن لم ينل سكن عنا في الحياة سينالها هناك في الاخرى و من عاش أعطته الدولة سكنا حتما في اطار الاغاثة , نحن تعودنا لا نكرم الشخص الا ادا مات أو حل به مكروها ربانيا , لست أدري لمادا لا ننتبه الى العباد الا في هدان اليومان ,
أنا هدا ما أرجوه من الله لأن الفرد فقد الامل صراحة في أناس امتلأت بطونهم بالبط و الدجاج المشوي و زجاجات الخمر , استحالة أن يتدكروك أناس مثل هؤلاء , فليس لديهم الوقت لأن يتدكروني أو يتدكروا أناس أخرين ,
فهم ظنوا أن هدا الوكر الدي تنصبوا فيه هو ملك لهم و لأولادهم , فكيف بك يا انسان تحاول أن تقنعني بأن هؤلاء يفكرون في مصالح الشعب , يفكرون فقط في السهرات التي سيقيموها كل مساء و عشية مع خليلاتهم على ضفاف الشواطئ ,
نعم أنا فاقد للامل أمام جاهل سكير و منافق و ملاعب و مزور و فاقد للاصل في أن يصلح أحوالي و يهتم بأفكاري , نعم فاقد أنا الامل في متمسلم يريد أن يقنعني أنه يسعى للخير بتشكيله جمعية أو حزب وأنا أعرفه و أعرف تاريخه و ماضيه , أعرف أنه كالافعى المسمومة يتحايل حتى يتمكن , و وجهه لا يطمن بالخير و لا بالصلاح حتى لنفسه , و لا للمجرمين من أمثاله من الخونة الدين تأمروا على دمم الشعب و أمواله حرقوا و دمروا و نهبوا و هربوا و فعلوا كل فعل لا تتصوره في دماغك و اليوم يريد أن يقنعني بأنه صالح و يحب الخير لي و للامة , أين الخير أين ؟
فاقد أنا الامل في هدا و هدا و كل من يتكلم بسم السياسة أو الحزب لأني لا أومن بالكدب و المكر , فاقد الامل في كل من فاحت روائح فسادهم أن يتوبوا و ينصلحوا , أبدا يقلعوا عن ادمانهم , و أبدا ينتهوا من عملهم لو لن تتخد اجراءات صارمة و قوية , فأين الصارم و القوي الدي أتكلم عنه , فكل الصارمون و النزهاء و الوطنيين في الشارع و في الغربة و المهجر , كل الادمغة رميت و أهينت ,
لهدا كله أتمنى زلزالا قويا يزيلنا من على هته الارض أو يرفع شأننا و تنصلح أحوالنا , لأنه استحالة أن أعيش على ضغط السكر و أمراض القلب و السرطان , من جراء جهلة يحكموننا و يفعلون بنا ما شاءوا , تربعوا على عروش بالمحسوبية و الرشوة و لا بالكفاءة و النزاهة , فلا في مكانه الكل يلعب لعبة القط و الفأر و يمشي الادارة على مقاسه لا على مقاس القانون و العقل و المنطق ,
أنا لم أخشى الموت تحت ركام الزلزال بقدر ما أخشى على نفسي من الجنون و مشفة الاعداء بعد أن قضينا العمر كله راح عنا كل شيء من جراء كلاب و فجار لا يستحون استغلوا غفلة الغافلين و فعلوا بنا ما فعلوه . الموت تحت الزلزال و حياة الاهانة و الدل تحت رحمة أناس جهلة غير واعون بشؤون تسيير الادارة و لا أبعادها .