بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحولي يا من تظنون أن هدا الوطن لكم لوحدكم و ما نحن سوى أوتار ضائعة بين أزقته ننتظر من يستغل مواهبنا , اسمحولي أن أقول لكم أننا قادرون على تفسير القرأن و استغلال روح أفكار حروفه و مفرداته و جعله دستورا شعبيا مئة بالمئة و برنامجا عمليا علميا ناجحا دون تطرف أو عنف أو اضرار بمصالح الناس , ان تكلمنا و قلنا هدا ليس معناه أن نيقى نحن في الكهوف و الجحور و السجون نعاني الفقر و التهميش و أنتم في العروش تتنعمون بأفكارنا من بعيد , فأهل الحكمة و الاصالة هم من لهم الحق في تسيير الامور و متابعة الانجازات , صحيح أنتم تملكون المال و كل الوسائل أمامكم لكن لا تملكون أفكار و لا دعم من طرف الشعب , أنتم فاقدون لثقة الشعب أولا و هته نقطة مهمة في الاصلاح , أنتم تعتمدون على أفكار الغرب لا غير , فهل نسيتم أن الغرب طور حضارته من صميم و عمق حضارتنا , فأنتم فقدتم البوصلة فعوض استغلال كفاءات الشباب و فتح المجالات أمامه , أراكم تكبون على رؤوسكم راكعين و راكضين ساعين وراء الغرب لأخد التجارب منهم , فأنتم تستثمرون في نفايات الغرب و زبالته , و مخلفاته , فالغرب أخد منا العلوم و طورها , أخدها من ديننا و من صلب كتاب قرأننا , هدا الكتاب الدين أنتم ترونه مجرد أيات نقرأها لأجل أداء الصلاة , فان كنتم تريدون سلاما و رقيا و حضارة تنازلوا عن الكراسي التي أخدتموها بغير حق , أخدتموها بقوة المال و المحسوبية و السياسة المغشوشة و المسمومة , فالرسول الكريم عليه الصلاة و السلام كان قائدا عسكريا و سياسيا و اداريا , فتسيير أمور الشعب تتطلب هته الخصال الثلاث كشرط لأكتمال الشخصية الحاكمة , هته الخصال مرتبطة مع بعضها و لا بد توافرها في أي حاكم , فادا جمعت ( ع س ا )
استخلصت كلمة ( عسى ) ( عسى أن تكرهوا شيئا هو خير لكم , ) , فالعسى هته من العسل و العسل من النحل و النحل يرعى في الورد من البيئة من الارض , ليتكم تدركون أن تسيير أمور و شؤون الحياة يتطلب تجربة و تكوين واسع و حكمة و تدبر و الحياة تسييرها ليس بالكلام بل بتبني أفكار و مراجع و رسومات و خرائط و وضع أسس متينة ,
فهل السياسيون الدين هم في الميدان يرقصون فعلا قادرون على تسيير أمور دولة , و مدركون لتقلبات الاوضاع , ؟ لا و الله بل أغلبهم أناس اعتادوا على الثرثرة و الكلام الزائد و الناقص من المعاني , تسيير الامة و شؤونها ليس بالامر الهين كما يراه الغالبية من هؤلاء السياسيون الدين تحركهم رؤوس أموال منحت لهم لأجل تعطيل عجلة النمو و مسار التقدم ,
ادا نظرنا الى فكرة التعددية فهل يجيزها الاسلام ؟ وهل تخدم التعددية مصالح الامة ؟ بالطبع لا , أولا ان فكرة التعددية هي من صنع الغرب لأجل ضرب وحدة الامة الاسلامية و تشتيت شملها و زعزعة استقرارها , و الواقع أثبت دلك في الميدان , و الامثلة واضحة أين نحن من التقدم و التأخر ؟
شتتنا الغرب بهته الفكرة حتى لا نلتقي و لا نتفق لأنه يعلم ادا اتفقنا استقوينا و الغرب دوما يخاف من قوة وحدتنا ,
و لمادا يفرض علينا الغرب فكرة التعددية و يوهمنا بأنها الديموقراطية في الرأي و حرية التعبير , ألم يكن الاسلام دين ديموقراطيا , دين المساواة و التسامح , ؟ ألم يتبنوا هم الديموقراطية و تعلموها من صلب الاسلام ؟
التقدم و الرقي و النهوض هو فهم من نحن و من هم من الكرة الارضية , و استخلاص العبر و المنهج الصحيح لأجل الالتفاف حوله و جميع القوى الفاعلة في المجتمع لأجل فرض كلمتنا و قول أننا شعب مسلم واع و قادر على وضع سياسته من صلب أعرافه و أصل أسلافه ,
فالامر سهل و غاية السهولة أي نحن بحاجة الى نداء يجمع كل الكتل في كتلة واحدة و طليها بطلاء أبيض و كتابة شعار الوحدة الوطنية هو أمل الامة و دعونا من المنافسات الشرسة التي لا تخدم سوى الاعداء .