بسم الله الرحمن الرحيم
فهل نحن عاجزون عن العمل و العطاء و الاداء أم أن هناك من لا يريدنا أن نعمل و لا يريد أن يرى انتاجا محليا على الساحة ؟
فهل نحن من اخترنا التقاعد المبكر أم أن هناك من أجبرنا على الانسحاب من صورة المجتمع لترك المجال للجاهل و المجهول الهوية ؟
فهل نحن من قطعنا أيدينا و كفرنا على نعمة الرحمان أم هناك من رفع سكينه ليقطع أيدينا و يسد سبيل رزقنا و عيشنا ,؟
للاجابة على هته الاسئلة يتوجب علينا العودة الى الوراء من حيث كانت البداية من حيث كان الصفر من حيث بداية الفكرة , فلكل انسان هدف و أمل يسعى و يكد و يجتهد من أجل تحقيقه , كل واحد فينا اختار طريق , مهنة , حرفة ,فن , أو مشروع و راح يداعب و يغازل أفكاره في معزل مع نفسه , هو الوحيد الدي يعلم بأمر ما يبحث و هو الوحيد الدي يعلم مادا وراء ميوله لتلك الحرفة و داك النهج , فالنية و الاخلاص مطلوبتان هنا كشرط أساسي للنجاح , يعني بالمختصر ولد الانسان من صلب فكرة أم و كبر و كبرت معه سيول الفكرة , فحين التطمت هته الافكار بجدار الواقع و الحقيقة تفرقعت كبوتها و انتشرت أشلائها على ممر الاسماع و الناظرين , فالواقع هو من يفسر قوة الفكرة و أهميتها و أثارها في المجتمع و يدلي بنجاحها أو بفشلها , هناك أفكار محلية بسيطة جدا في شكلها لكن من حيث الموضوع فانها أفكار لها جدور و أعماق و تعطي انطباعا و صورة و لون لتاريخ شعب و أمة , و هناك أفكار بالية و ميتة من الروح خالية مشكلة و مغشوشة مسمومة موجهة لضرب المجتمع في عقر داره ,
فلمادا همشت المواهب الحقيقية و الفعالة في المجتمع ؟ و أسدل عليها ستار النسيان و عادت الموهبة الوحيدة التي تحظى بكثير من الشأن و التعظيم و التتويج و التهليل و الترحاب و العبودية هي موهبة الغناء و الرقص و السخرية المفرطة , الثقافة بكامل جدورها و مواضعيها انحصرت في مجرد رقصات و غنوة , و مهزلة , فالصورة هته لمستوى الثقافة التي وصلنا اليها ان دلت على شيء فهي سورة تعبر عن مدى صغر حجم مخ و فكر القائمين على ادارة هته المهزلة , انه الجهل العلني مع سبق الاسرار , و الحبس الفكري , فولت الثقافة مجرد منابر للرقص و الغناء , فأين المواهب الاخرى التى كانت تزخر بها ثقافتنا , كانت تزين شواريعنا و حاراتنا , فالسائح و الزائر الدي قد يأتي الى التجوال وسط الشوارع لا يجد شيء يسر نظره سوى القمامات الاوساخ و طاولات البيع للسلع الصينية الركيكة , أين المنتوجات المحلية و اليدوية أين الحلويات التقليدية و الخبز التقليدي ووووووو
أين أصحاب الحرف و الصناعات التقليدية , و أصحاب الهوايات المختلفة , ؟
فهل هؤلاء هم من اختاروا الاعتزال و الاندثار من الساحة أم أجبرتم أيادي و قرارات الجهل التي تحكم بسم الجمهورية و هي تدوس على اسم الجمهورية ,فمن دفع هؤلاء الفئات الى الموت المبكر قبل وصول الاجال ؟
و الله أحيانا يصيبني الجنون حين أرى الظلم , و الامور تسير على غنوة و رقصة , وطن عزلوا له الروح و أفسدوا أوكاره و أركانه بالفساد و الرشاوي , فالمكلف برعاية الشؤون الثقافية جاهل لا يفهم معنى الثقافة أصلا , و المكلف برعاية شؤون العباد و محاربة الفساد هو أب الفساد و سيده الكبير ,
يعني نحن بدل أن نصون التراث و نشجع المواهب صرنا بالعكس نحارب كل موهوب و فنان حرفي أو صانع يسترزق رزقا حلالا , نحن نقتل كل نكهة فيها الخير , عادت شوارعنا خالية من الروح لا يوجد فيها شيء يعبر عن تاريخ أو عادات شعب , فكل المبيعات مستوردة ,
يعني صرنا نعيش بالاصطناعي كل شيء مفقود و مسروق و مهرب و مسموم ,
يعني نحن نحارب كل من يريد أن يقول أنا ابن هدا الوطن و نشجع كل من قال أنا لص أنا ارهابي أنا ابن حرامي و حرامية ,
يعني نحن مستعمرين ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا و ليس لنا الحق سوى أن نرى و نسكت ,
يعني نحن نعيش بجسد مشلولة قواه ناقصة العقل , و مبتورة الاحلام , فهل هناك أمل في أن يشفى هدا الجسد و تنصلح أفكار عقله أم استحالة , أنا أقول استحالة أن تنصلح أمور هؤلاء الدين أخطئوا من حيث بداية الفكرة , لأن النية ما كانت سليمة من الاول ( و لكل امرئ ما نوى ) فمن ضحك و سخر بالناس و لعب بهم و أرقصهم و أشبعهم مغنى جزاه الله في الاخر جزاء عمله , فقد يعود يوما ما أضحكة ليس للناس فقط بل للتلريخ نفسه , لأن الامر هنا ليس أناس أخدوا مكانة ليسوا أهلا لها , بل أناس كانوا على يقين و على علم و دراية بما يقترفونه من دنوب , أناس باعوا ضمائرهم لأجل كسب دينار و دولار دولارات قد يكسبونها من خلال تطبيق برنامج أعداء الثقافة و التراث العربي الاصيل , و أعداء التاريخ و الثورة و الشهداء الابرار,
أناس ضنوا أنهم أصحاب أفكار تقدمية و حضارية , نسوا أنها أفكار استعمارية وتعاونوا على اغراق السفينة و اغراقنا في التبعية الغدائية و الاقتصادية , كتموا أنفاسنا ثم باعوا هياكلنا و أعضائنا , كانوا أدرى بجرائمهم تلك التي اقترفوها و كانوا واعون بأن هناك فئة كثيرة من الشعب ستجوع جراء هته السياسة المخدوعة و المحشوة بحشو العدو , كانوا يعلمون أن هناك فئة كثيرة من الشعب ستموت و ستندثر من على الخريطة , كل دلك لم يمنعهم من يتحولوا الى وحوش و عابدين للدينار , ناسين هدا الشعب و داك السلف , فالدي ينوي حرق مؤسسة وطنية أو افلاسها أو بيعها أو التأمر عليها مادا تسموه أنتم ؟
أنا أرى كل الاسماء القبيحة تليق عليه الا الوطنية هدا الاسم مستحيل انسان يفكر بهدا التفكير يكون شخص وطني , فالوطني لا يبيع الوطن و لا يسمح لمن يساومه في جزء منه , و الوطني يناضل من أجل الحفاظ على الملكية العامة لا يناضل من أجل تقسيم الثروات و الارباح على المافيا السياسية ,
الوطني يناضل من أجل عدالية اجتماعية واقعا و ملموسا لا أوهاما و شعارات و وعودا و حبر على الاوراق و مشاريع بسم الشعب و للمافيا هي محولة ,
الى متى نظل جهلى نعبد الغناء و نستورد القماش و الخبز من الخارج و نحن نملك أراضي تنتج لؤلؤا و دهبا لو اهتمينا بالايادي التي أهملناها ؟
الى متى سيكون هناك قانون و قاض عادل يحمي فعلا هدا المواطن من أيدي هؤلاء المفسدين ,؟
سننتظر معجزة ربانية و لا مبادرة انسانية لأن الانسان الصالح اليوم لا حول و لا قوة له في فعل شيء الا ادا حصلت مجزة ربانية سخرت له دلك ,
فالكل يرى بأم عينيه الظالم من المظلوم لكن لا أحد يستطيع أن يأخد مكان القاضي ليتكلم في مكانه و يعلن الحق , فالقاضي يبدوا أنه لم تعد تهمه رقاب الناس و لا ما يعانونه من جراء الفساد هدا , فكلمة منه تغير طعم الحياة و تغير لونها و تبشر بحل أفضل و
أتمنى لي و لكل من داسته عجلة الفساد و التهور و الظلم أن يشفى من تلك الجراج التي سببوها لنا بقصد أو بغير قصد , و أقول لكم دوام الحال من المحال , فمهما طال الزمن سيأتي يوم تنكشف أمور و أمراء و تظهر شمس الحرية و الحق , فاكثروا من الدعوات في رمضان هذا فالظالم مهما كانت مكانته سينال جزائه هنا أو هناك تأكدوا أنه سيتعب ان شاء الله , لأن دعاوي الشعب ليس بالامر الهين .