أحمد عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 1902 تاريخ التسجيل : 21/02/2012
| موضوع: ود قلبك ........ السبت يوليو 20, 2013 2:44 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الاية رقم 8 من سورة مريم -(قال ربي أنى يكون لي غلام و كانت امرأتي عاقرا و قد بلغت من الكبر عتيا ) أحيا نود تقديم الشكر لمن كان السبب في أن ندخل السجن و نذوق حلاوة رطوبته , ان في السجن لنعم كثيرة لا تحصى و لا تعد لا يدركها الا العقال ,السجن يعلم الصبر و يقوي ايماننا و يزيد من عزيمتنا , السجن يؤكد لنا مدى قدرة الاله و سعة روحه الخفية , السجن يميت الشهوة و يفتح شرايين المخ و التدبير , فبرغم قساوة الطبيعة و شدة الظروف يبقى الامل صاطعا يدلي بقدوم صباحا جديد , السجن يعلم الادب و النظام و تخلق المعجزات و تنبعث روائحها من وراء الستار و جدران الجدران , السجن ينمي البصيرة و يفتح ذوق البحث و التنقيب و الحفر عن الحقيقة الالهية , السجن مدرسة الرجال , السجن يفتح شهية الافكار في صنع لغز الاوزان من خلال الاوتار , السجن يجعلك تنسى أنك انسان كباقي الناس , يفقدك شهية الاكل و النزوات العاطفية , يجعلك شخص الي دائما الفكر مشغول يبحث عن نافذة و مسبح و مسرح يختبئ فيه البال و لو لبعض الساعات , السجن لا يفكر العبد فيه سوى لشيء واحد و هو الحرية الحق, السجن يجعلك لا تهتم للمادة و لا تهتم بتاتا بالدنيا و حلاوتها , لأنك تعرف أنك لا حاجة لك في مادة بدون وثائق تحررك من الزنزانة , وثيقة تدلي بشهادة تسريح و افراج أو اعفاء , هته هي الشهادة التي يحلم بها أي سجين في العالم , فشكرا لك سيدي يا من أدخلتني عالم المساجين و عالم الارامل و عالم الشهداء و المهمشين و المعزولين , اشكرك سواء كنت ظالما أو مظلوما لا يهم لأني أيقنت أنك فعلا تحب لي الخير و الصلاح , فما حاجة لي في أن أعيش وسط مجتمع جاهل غير واعي و ثانيا لولاك ما كنت لأهتدي و لا أؤمن أن هناك سجن تتغير فيه الافكار و تحلوا فيه الجلسات مع أنس أنس الحدوثة , شكرا لك لأنك أبعدتني عن عالم اللهو و الفجور و الترف و الكذب و الغدر , شكرا لك لأنك كنت السبب في سقوطي نحو الصفر , شكرا لك لأنك جردتني من كل شيء أملكه , شكرا لك لأنك جوعتني و اقترفت كل ما حلا لك في , شكرا لك لأنك سرقت مني كل أحلامي و فسدت و عرقلت مشواري , من كل قلبي أشكرك , شكرا لك بعثتني على التماس في عز شبابي كبرتني و جعلتني شيخا مسنا شاب شعره من كثر التفكير في قوته و رزقه , أنت تعرف أني لست من هواة الشكاوي و الدعاوي و الفتاوي و ان شكوت أمرا ما شكوته الى الله و هو العالم بأمر نيتي و ان قلت أو لمت شخصا أي كان فذاك لست أنا بل هو قلبي الذي احترق من الاعماق و انكوى من صنيع الجهل و الجهلة , انكوى يوم ضننت أني أعيش في دولة حق و قانون , فحين أغمضت عيني وجدت نفسي وسط وحوش بشرية لا تعرف الرحمة في قلوبها و لا تعي القول من المقال و وجدت نفسي فقط كنت طيف و أسدل عليه الستار فوق خشبة مسرح فراح يحدث نفسه لينسى هما ابتلي به , أصبحت لا أفكر في حالي أو بمستقبلي لأني أنا انتهيت بل أفكر في حال أمة رأيتها ضائعة تائهة في بحر الملذات و سبل الشيطان , أمة أبى أهلها أن لا يسمعوا و لا يفهموا و ان فهموا المراد ضحكوا و سخروا , أمة رأيتها و الله على شفى حفرة تضيع في الفساد من رأسها الى قدمها , أمة عقروها بسموم ثقافات غريبة لا تستطيع أن تجد لها أصلا في قاموس المعاملات الانسانية , أمة طغت على عقولها أفكار شكلية فأكلت جذورها و بعثرت مضمونها و فتتت وحدتها , أمة حقا باتت تبحث عن رقية راقي لتحصين حقولها و عقول أمرائها و أثريائها الذين تجاوزوا تصورات فرعون ,قوم نسوا أن الله لا تضيع عنده الامانات و الودائع , سيدي أتمنى لك رمضان مبارك و عيد سعيد و غفران ان شاء الله لأن و ان ارتكبت ذنبا عظيما في حقي لكن ما من مصيبة الا و لها مخرج تأكد أن الروح ليست الا بيد الرب العالم و الواحد الاحد , خذ ما شئت و دعني لربي و لحالي أنا أحسن منك بكثير و قنوع بفكري و أدبي , أما أنت فلا أدري الى أي مستوى تريد أن تصل بعد تجاوزتني و دست على الالاف مثلي , لست أدري أدعوا لك ربي أن يهديك . | |
|