بسم الله الرحمن الرحيم
أنا القلم أنا اللسان أنا التعبير أنا الشعب أنت مين أنت ؟
أنا الاسير المقيد المطرود و المهمش و الغايب المغيب أنا الجندي الاحتياطي على التماس أعاني أنت مين أنت ؟
أنا البركان الصامت أنا الزلزال أنا الريح الذي لا تحركه الايادي و لا تتحكم فيه الشياطين و لا تحرضه السياسات و لا تغريه الشبوهات , أنت مين أنت؟ أنا الذي عاهدت الله أن لا أسكت على الباطل و لا أرضى بالهزيمة و لا بالشتيمة و سأرد لك الصاع صاعين أنت مين أنت ؟ أنا اشارة الوحدة أنا صوت الملايين التي لا ترضى أبدا بالذل و الاهانة و لا تقبل بالمهازل و الرقصات البهلوانية على أرض العروبة و الاسلام , أرض الشهداء الاحرار أنت مين أنت ؟ أنا ما أعرفك , أنا ما انتخبتك ,و لا أنتخب أمثالك من الفاسدين ,و لن أعترف بشرعيتك اذن فمن وضعك على كراسي و عروش الشعب لتتكلم باسمه ؟ أنت مين أنت ؟ خيم و مجالس و لجان نصبتموها على مقاسكم الجميل و الباهي , بعدما قمتم بتعليق صوركم و تماثيلكم على الجدران و الاشجار و السيارات و الحافلات و في كل مكان نشرتموها , و كأن الصور و التماثيل هي من ستحكي لنا واقعكم و حقيقتكم , صناديق ملئتموها و رشمتموها على مقاسكم أخرجتموها و على رغباتكم قلتم فزنا و نلنا و رقصتم ليلتها و ما زالكم راقصون , أبدعتم في صنع معجزات النجاح السريع , لكنكم نسيتم من أنتم و من نحن , نسيتم أننا حين غبنا و ما حضرنا للتعبير ليس معناه أننا قبلنا بالعبة المكشوفة بل ظنناكم فهمتم عدم مجيئنا و ما وراء مفهوميته , معناه لا للمراهنة على مشروع فاشل , نحن صوتنا بهذا التصويت أليس من حقنا أن تراعوا هذا الحق و هته الطريقة في الرد على عدم قبول الاقتحام الى الصندوق , انه رد ديموقراطي و نظيف و سياسي وحضاري , هذا هو أسلوب تعبيرنا حين لا نرضى بأمر ما حتى لا تقولوا عنا شيء أخر , تركنا لكم المجال لتكتشفوا الحقيقة بأنفسكم لماذا لم نحضر يومها , تركناكم لنكشف ضعف مستوى تفكيركم و ضعف نيتكم التي من أولها كانت مبنية على المشاركة من أجل الفساد و من المساهمة في دفع عجلة التهور و لم المحصول , فما دام دخلتم اللعبة معناه أنتم راضون على الفساد و مقتنعون بما يصنع من ألاعيب , فاليوم لم يعد لكم الحق في أن تعتذروا للشعب بأن الامور معقدة , التزمتم بمسؤولية فادفعوا الثمن لوحدكم , نحن ننتظر , فنحن حين التزمنا الصمت و الحياد و عدم الخوض في مشاركة العابثين بالرأي لأننا كنا واثقون من أنفسنا و دارون ما يحاك من وراء الستار و ما يجري في كامل الساحة العربية عامة , حين انعزلنا عن الميدان نحن أنتم استرجلتم و انغمستم على وجوهكم وراء التهور و الاندفاع , فها أنتم اليوم تدفعون ثمن الهزينة و التسرع في اتخاذ القرارات الغير منطقية , تسرعتم في الذهاب المبكر للسوق فوجدتم البئر أمامكم من شدة العطش شربتم ماء مسموما و ما أدركتم الا بعد شربكم المر و ما وراء هم الشعب , أو تعتقدون أن مسؤولية الشعب أمر سهل بتلك التصورات التي أوهمتم أنفسكم بها في برامجكم المعسلة التي لا صلة لها بالواقع و بالحقيقة , الدولة ليست فقيرة من حيث البرامج يا عباد الله , الدولة بحاجة الى رجال أكفاء واعون معنى التسيير الصح لدواليب الدولة , الدولة بحاجة الى رجال ذوا عزيمة و صبر لا الى جراحين و جزارين و بقالين ومقاولين يصطادون الحوت في بلاد العجائب , انكم وقعتم أنفسكم في ورطة لا سبيل لكم في الخروج منها بسلام الا أن تستسلموا و ترفعوا راية الفشل و الخروج المبكر من المعركة التي لستم أهلا لها , تعلموا كيف الغوص في أعماق البحار و تمرنوا جيدا على صيد الارانب ثم تعالوا نصوت عليكم و نعطيكم أصواتنا لله ,
نحن حين صمتنا ليس معناها أنه لا يعنينا أمر الوطن بل ارتأينا أن نبني قواعد و أسس سليمة مستنبطة و صورة طبق الاصل من سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و مسيرة السلف الصالح حتى يبارك لنا الله في مسعانا و يحقق لنا أمانينا و رأيانا , ارتأينا أن نعيد النظر في لبنة المجتمع و الجيل الصاعد و كيف التغيير الجذري و تعويض الكفاءة بالكفاءة المثلى , ارتأينا و تمنينا مجتمع قوامه بناء مجتمع مؤمن بالوحدة الوطنية و سياسته الدفاع عن التراب و قدسية العلم , ارتأينا أن نحضر الجيل الواعي و المتفهم للتقلبات السياسية و الجيل الغير المندفع و الغير متسرع و متهور , الجيل المتشبع بروح الايمان , الجيل الصابر , ارتأينا أن نغير ثوبا أسود بأبيض بطرق فكرية و تفصيل حضاري محض , أفكار التفصيل بعيدة عن الاثارة و التحريض و جلب الفتنة والدعايات و الوعود الكاذبة , ارتأينا التفصيل أن يكون من التاريخ و التراث و القديم المحضر , فالذي يرغب في الجهاد و الاجتهاد من أجل رفع راية السلام و الاسلام لا بد أن يضحي بكل ما لديه و ما يملك , هذا هو المنطق و حال السلف الصالح , النصر أو الشهادة , اذن نحن ضحينا بكل ما نملك و ان كان في الحقيقة لا أحد يملك شيء , أخرتها قبر و حساب , و مشينا على طرف الجدار و تفرغنا للعبادة و التأمل في خلق الله و في نعمه التي أنعمها علينا , فاستوعبنا أن لا حل لنا سوى الرجوع الى احترام كتاب الله و سنة نبيه , و احترام نعم الله و بركات الاولياء الصالحين , فالخروج من المصيبة التي ألمت بنا ليس بالامر الهين , مصيبتنا هي أننا تفككنا و انفصلنا و انفلقنا الى أقسام , صبرنا حين اكتشفنا السبب و ما زلنا نجاهد في صمت و نبحث عن مخرج يخلصنا من هته الورطة و الخيانة التي نصبت لنا من كل جانب و هي الان تهدد استقرار أمننا و أوضاعنا يوم بعد يوم , الورم الخبيث هذا أمره مخادع لا تدري بيوم ضره و ثورانه , اسمحولي نحن لا نثق في الاحزاب و لا حتى في الحكومة نفسها , بل نحن شعب لا غير , و ان قررنا يوما أن نكون في شكل حزب فسيكون حزبنا الوحيد هو الوطن لأنه الامل الوحيد الذي نناضل من أجله , و الارض الوحيدة التي ما تنكرت لوجودنا و الروح الوحيدة التي تعلم بنوايانا و ما خفيت منها , نحن موجودون في كل مكان نحن قد نكون فلاحون , عمال بسطاء, فنانون , صحافيون , اداريون , اعلاميون , تجار , طلاب , نساء ,,,,,نحن باختصار عائلة في دولة , خلفنا و أخرجنا تهوركم وعلمنتا السياسة و الدين طريقتكم في التسيير و اهمالكم للاخلاق و القيم و المبادئ, شركم و جهلكم و قلة حيلتكم زادتنا ايمانا و صبرا , واعتقدنا أن سبيل النجاح و الوصول لتحقيق الفضيلة مشوار طويل لا بد من الارادة و العزيمة القوية , نحن بحاجة الى بناء وطن واحد راق و مزدهر لامع نفتخر به في العلا و كل العالم , نحن لا نأكل من الانف , فالشباب الواعي هو سلاح و درع الامة الواحدة و هو رأس مال الوطن فان ضاع هذا الشباب ضاع الوطن ,/ نحن نسعى الى وطن بمؤسسات واحدة و موحدة قوتها أيادي و عزيمة شباب أوفياء ذووا روح و فداء ,
نحن لا نخشى أحدا سوى الله الاحد وان رأينا عيبا من العيوب تصدينا له و أنذرنا صاحبه حتى لا يمتد و لا يكبر ليصبح أفة , نحن لا نستر الفساد , نحن كاشفوا المستور , فلتكفينا أفاتكم أنتم ,
فاعلم يا من لا تعلم ان انت أهنت شعبا فلن تسلم و لن يهدأ لك بال , و سيظل هذا الشعب مطاردك و مقاومك الى يوم القيامة , لأن من حق الشعب أن يعيش و ينعم بكرامة العيش في سلام , كرمه الله فلما تهينه أنت و أنت , من حقنا و من واجبنا أن نغير و نطالب بالتغيير الامثل , فالسكوت علامة رضا و نحن ما سكتنا بل عبرنا و في اطار سلمي و محترم راجين منكم أن تفهموا تعابيرنا لأنها أحيانا تكون غامضة , فلا بأس أن تستعينوا بالخبراء في مجال فهم الشعب لأجل أن تفهموا ما معنى سكوت الشعب في بعض الاحيان هل هو رضا أم تحضير لأمر أخر , اننا في شهر رمضان شهر التوبة و الغفران فكفروا عن ذنوب اقترفتموها , لعل و عسى يرضى الله عنكم , فنحن اقتربنا على نهاية رمضان و قدوم العيد فمن يدري أين سنقضي العيد هذا أو لن نلحق به ,اتقوا الله في هذا الشعب و في حقه و ان كنتم غير قادرون على ادارة شؤونه و رعاية مطالبه و الحفاظ على أمانته الافضل لكم أن لا تحتكروا و تسدوا أبواب التقدم أمام ارادتنا , فالوطن للجميع و ليس ملكية شخصية و ملكية مجموعة أفراد على حساب أفراد أخرى ,
الاية رقم 30 من سورة البقرة ( و اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ,قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال اني أعلم ما لا تعلمون )
الاية رقم 44 من سورة البقرة ( أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
ادم هو الشعب كرمه الله و سجدت له الملائكة و أنتم نهينوه و تأكلون حقوقه نهارا جهارا و لا تبالون بما تفعلون و ما تقترفونه من ذنوب في حق البشر .