بسم الله الرحمن الرحيم
- الاية رقم 15 من سورة النور ( اذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )
الاية رقم 27 من يورة النور ( يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون )
الاية رقم 28 من سورة النور ( فان لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم و ان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم و الله بما تعملون عليم )
الاية رقم 5 من سورة المعارج ( فاصبر صبرا جميلا )
و لا تقنطوا من رحمة الله و قولوا الحمد لله و قل هو الله أحد لا شريك له في الملك , له ما في السماوات و ما في الارض ,
أخي العزيز , أختي العزيزة فلكم يسرني أن أخترق أعماق قلوبكم التي باتت جافة و لا تريد أن تضني و تعطي مشاعر الرقة و الحنان , كلون البرتقال هذا , و لكم يسرني أن أعرف ما سركم و ما سبب اختلافكم و خروجكم عن طاعة الله و عن ألفه و ألفته , عن المحبة و الاخلاص و الاخاء , عن القناعة و الاقتناع , عن الايمان بأن لا شيء أجمل و أحلى من الاحد الواحد الموحد , فحين ولدت و لد معي الحب و أنا لا أعلم كيف ولد , ولد معي الفن و أنا لا أعلم كيف ذلك , ولد معي الرزق و أنا لا أعلم كيف ذلك , فحين كبرت كبر معي كل شيء و زادني يقينا و نورا و شعاعا و رغبة في العطاء و التعبير عما أنا عليه , تعلمت الحرف و الحروف و تمرنت و تكونت و تكونت معي الموهبة و ألهمتني المشاعر اليها و أفقدتني سبل الاختيار الافضل , صرت من يومها هائما ضائعا مشتتا بين الحروف أتسلق على أشجارها و أبحث في ظل أغصانها عن وكر لي يسترني من ويلات الزمن , وجدت نفسي بدون وكر و كل الربوع عادت هي أوكاري دون تمييز بين تلك و تلك , أكتشفت أن كل الربوع هي من صلب وطني فكيف لي أن أختار , و لا فرق بين أن أكون فوق تلك الشجرة العالية و فوق تلك الشجرة القصيرة الوافرة الضلال , الا أن القلب يميل الى العلي العالي الشامخ الواسع الذي يسري القلب و يداوي الجفون , أحببت تلك الاشجار لأنها من صلب ترابي و من عمق تراثي , وجدت نفسي مقيد بسر حبها و أحببت أن أغني لها و أطرب و أعبر عن شجوني و جنوني , وجدت أن الحياة في حد ذاتها رزق و نعمة و ما يطلبه الانسان من بعد عطاء ربه هذا يعد خروج عن القناعة و قنوط من رحمة الله , فيكفي أن الله أعزني و أكرمني في الحياة و وهبني قدرة الاحساس و قدرة التمييز و الادراك و نية الفهم و صور لي من الايات ما يكفي لأجل أن أومن بأن لا حول و لا قوة الا بالله , فاذا أراد أن يعطي أعطي بدون حساب , فيكفيني الطعام الذي بيدي و تكفيني السعادة التي منيت بها مع نفسي و ذاتي , و يكفيني ما رزقت به يوم اهتديت للرحمان و ركنت اليه راج أملي , اهتديت حين عرفت أن كتابي مسطور ملون محفوظ و لا أحد بامكانه أن يحرفه و ان حاول باء بالفسل و انكشفت أمره و فما الفائدة يا اخواني من القنوط و الخروج من رحمة الله , فلما لا نتعلم الحرف و الحروف ؟
فحفظ الحرف و تعلمه يمكنك من صيد الغزال و هي تجري في الصحراء , يمكنك من الغوص في أعماق البحار و جمع الدر و المرجان و العودة بسلام , يمكنك حفظ الحرف جمع و تكوين كلمة و كلمات تراقص بها الصبيات في عز شبابهن ,تعلمك الكلمات التعبير و لفظ المعاني و رسم الصورة و نسخ الخريطة التي قد يقرأها و يستعين بها التائه في وسط الصحراء , فكلما حفظت حرفا حفظك الله و رعاك و كلما وجدت كلمة و فهمت سرها كلما تقدمت خطوة الى الامام , فما علاقة ( فتح , بدر , نصر ) لو جمعت الحروف على بعضها لأكتشفت أن سر الوصول الى النجاح يكمن في موضوع هته الاحرف التسعة ( فرحة نص درب , أو نبت صدر حفر أو حر صد فر نبت )
يعني الوصول الى السعادة و تحقيقها يتطلب الاعتناء بفهم هته الحروف و اعطائها حقها و رفع شأنها و شأن العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم منها , فالدولة التي تهين حرفييها و تحاربهم و تقهرهم و تطاردهم ليست على ما يرام من الناحية السياسية , فذاك حطأ جسيم و خطير و أتأسف كثيرا لمن كانوا و مازالوا يطاردون الحرفة و المهنة الشريفة المكتسبة و الموروثة من الاجداد , مهن كرم الله بها عباده الصالحين بها لتكون لهم تعبير و رسالة يؤدونها في مسار حياتهم تنتقل من أحد الى حد , لتكون أية للمجتمع أن التراث لا يموت بموت الاشخاص بل يموت بموت الفكر و الفهم الصحيح و العقل السليم , ان الحرف هته رزق و بركة من الله و لا بد للجميع أن يخضع لها و يحترم وجودها ان فيها معاني راسخة و نابعة من صلب و عمق التاريخ , و تعبير عن شخصية و هوية الفرد , فالحرف وجدت من سالف العصور و كان لها أثارها في الوجود و تركت بصماتها مع ممر الازمان و فكيف بنا اليوم نرى العكس , افراغ الساحة و تجريدها من كل ما هو تراث و السماح للخونة و الفاسدين و المجرمون استغلال هته المساحات و جعلها أوكارا للرذيلة , فها أصبحنا نكرم اللئيم اللوام الحقود الفاشل و نلوم و نعرقل مسار الكريم ابن الاصل و الاصالة ؟
أم ماذا جرى في هذا الزمان مع هؤلاء العباد الجهلة الذين أصبحوا يأكلون الغلة و يسبون الملة , ان الله أكرمنا و أعزنا و سخر فينا الايمان و هدانا الى طريق الخير بينما الكفرة الجاحدين و الحاسدين و الناقمين لنعم الله باعونا بالرخيص في سوق الرق و أهانوا أسرنا و سخروا منا و ضحكوا عنا حين وجدوا من يدعمهم , نسوا الله فأنساهم أنفسهم , داسوا على كرامتنا و عزتنا و هل هناك شيء أغلى من العزة و الكرامة في الحياة ؟
نحن لسنا و لن نكون عبيدا خداما لأحد , فمن أحينا أحيه الله و من خذلنا خذله الله و أتلف مسعاه , و عمى بصره و مرمد عيشته ,
نحن جنود الله في الارض فلاحون نزرع قمح الخير لنأكل نحن و يأكل اخواننا جميعا , قلوبنا واسعة و ممتلئة بالحب و الامل و لا نفرق بين هذا و ذاك , قلوبنا تنبع بالسعادة و الرخاء و السخاء , شبعنا في بطون أمهاتنا من الحليب و ما لنا في حليب الغير , بيوتنا من طين لا تعرف للفقر عنوانا , نرحب و نضيف الجيع و نقتسم زادنا مع غيرنا , ومن ذاقت به اليبل و الحياة و استحال عليه ايجاد الطعام فليأتينا ان بابنا مفتوح للسبيل نخدم و لا نيأس من فعل الخير أبدا , نحن أبناء أمهات أحرار نموت و لا نرضى بالاهانة و الذل و من حاول خيانتنا فلينسى أنه سيرتاح لأننا قلنا فيه
( حسبنا الله و نعم الوكيل في من ظلمنا , حيبنا الله و نعم الوكيل في من شرد و أهان أسرتنا )