بسم الله الرحمن الرحيم
الاية رقم 110 من سورة الكهف ( قل انما أنا بشر مثلكم يوحى الي أنما الاهكم اله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا )
سورة النصر ( 110 , 3 أيات )
( اذا جاء نصر الله و الفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفوااجا , فسبح بحمد ربك و استغفره أنه كان توابا )
الاية رقم 88 من سورة الكهف ( و أما من أمن و عمل صالحا فله جزاء الحسنى و ينقول له من أمرنا يسرا)
الاية رقم 1,2,3 من سورة الغاشية ( هل أتاك حديث الغاشية , وجوه يومئذ خاشعة , عاملة ناصبة )
الاية رقم 6 من سورة الناس ( الجنة و الناس )
الاية رقم 62 من سورة الحج ( ذلك بأن الله هو الحق و أن ما تدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير )
فحين نقول ان في الاتحاد قوة , معناه اتحاد القوى العاملة , الناشطة , الفاعلة , المميزة , المؤمنة , الراسخة و الثابتة , الاتحاد معناه الايمان بالله الاحد ( ألات أحد )
و من هته القوى الفاعلة في المجتمع و أين سنجدها ؟
و هل نحن من سيذهب للبحث عن هته القوة أم القوة هي التي ستبحث عنا ؟
فلو حسبتموها حسابا منطقيا وجدتم أن الامر يتطلب منا اعداد برنامج استعجالي و مكثف يحصي جميع هته الفئات المنسية في أعماق المجتمع هته الفئات التي أكل عليها الدهر و شاخت من كثر اهمالها و تسييبها , هته الفئات هي مشعل الامة و قادة تفكيرها و مفكرة الامة تعلم الكثير من التاريخ و أصول التجربة في المجتمع , نحن نجتهد و نبتكر في صنع الكلام و نسج الوعود على الاوراق دون تفعيل الاليات و سيرها على الميدان , فالتقدم و الجهاد على الميدان ليس في المكاتب و فوق المنابر و نصنع السياسة بدون ساسة , فالسياسة المثلى هي تلك التي تلد من صلب العمل و عرق الجبين , لا تأتي من الخطابات و الوعود و الدعايات المغرضة التي لا فائدة من ورائها و لا نتيجة سوى الاعتلاء على الكراسي لتسخينها , السياسة عمل و اجتهاد ميداني و جهاد نفسي و السياسة دعم و تفعيل عدالة اجتماعية حقيقية , و رعاية حقوق الافراد و فرض القانون و بسط هيبة الدولة و تسليط المتابعة و المراقبة على كل الميادين ,
لا تلم العامل ان انصرف من ساحة السياسة , لأن هته الاخيرة أتعبته أنهكت قواه , أفقدته رزقه و بعثته الى البطالة و الى بحر التسول و امتهان السوق السوداء و تهريب البضائع عبر الحدود و استبدال النعمة بالنقمة السموم و المخدرات ,
لا تلم العامل ان نصب طاولة على الرصيف و راح يبيع سلعا مغشوشة صينية و بدون سجل تجاري بل لم دفعه الى ذلك الفعل و ما الظروف التي أدت به الى امتهان تلك المهنة ,بل لم من يزوده بالبضاعة الفاسدة و الغير مصرح بها , و كيف دخلت هته السلع الى أرض الوطن و من أدخلها ,
لا تلم الاحزاب ان فشلت فشلا مفضوحا في اقناع الشعب و توحيده بل انظر كيف خلقت هته الاحزاب و من خلقها و من هم أصحابها و من مولهم , فشلت لأنها هي أصلا ليست موحدة و تنادي باثارة الفتنة في المجتمع و تقسيم الشعب الى أطياف , ولدت من أثار المال الفاسد و العام و الخاص يعلم بهذا , بل و يعلمون حتى بنواياها ,
لم من لا يريد أن يفهم بأن الشعب يئس من سياسة الاحزاب و لن يثق فيها مهما فعلت , و همه الوحيد هو أن تصدر السلطة قرارا توحده و تجمعه في كتلة واحدة لتحمي مصالحه و ترعي حقوقه ( قيل له من أبوك قال من يرعاني و يصونني و يحفظ لي كرامتي و حقي)
هته نظرية الشعب لا غير , و من يريد أن يكبر الاحداث فاعتبره أنه لا يريد الخير لهذا الشعب ,
الاحزاب ضعيفة البنيان و هزيلة فاقدة للخبرة في تسيير أمو الامة و هي أصلا بحاجة الى تكوين سياسي لأنها ليست في مستوى قيادة الامم , فمهمة الوحدة تأتي من رحم السلطة المتفهمة لوضع و أوضاع شعبها و مهمة الوحدة منطقيا ليست مهمة سياسية بقدر ما هي مهمة ادارية و تقني , مسألة حسابات و دراسات تنفذ على الميدان من طرف أناس لها الخبرة في تسيير الشعب و و هته الخبرة لا تستطيع الاحزاب أن تتوفر عليها و فاذا توحدت القوى الفاعلة في المجتمع بدى ضوء المصباح و أنير السبيل الى أين نحن ذاهبون ,
فالسفينة لا تسري في البحر الا اذا توفرت الخريطة و البوصلة لمعرفة الاتجاهات كلها للوصول الى المرسى المرجو.
فلنأخذ العبرة من الرسول الكريم, فالنبي عليه الصلاة و السلام ما دخل و ما اقتحم معركة بدر الا بعدما أن جهز جيشا و جندا قويا مؤمنا أتم الايمان بالنصر أو الشهادة , جند أمنوا بأن تحقيق الحق هو الحرية و النصر , اقتحم المعركة بعد أن جهز العدة لا العدد ,و العدة هي زاد الايمان و التقوى , فالذي يتوكل على الله لا يخشى الخسران و لا يعرف الانكسار أبدا , فالله ينصر من يشاء من عباده .