أحمد عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 1902 تاريخ التسجيل : 21/02/2012
| موضوع: برعم شاطئ النيل ( شاب) الثلاثاء أغسطس 06, 2013 2:04 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم قالوا عنه شيطان و هم الشياطين و لكن لا يعلمون , طفل ملاك و اسمه أمير مشاغب يسكن عمارتي كان في كل مرة يدق على باب شقتي ثم يهرب بسرعة , لفت أمره نظري حين وجدت فيه مرأة طفولتي و صورتها الطبق للاصل و عذوبة ألحان الماضي و الشقاوة , كان لي معه موعد اليوم هذا اليوم أردت أن أترقب اليه من باب الشوق و الحنين للرفقة و الزمالة و من باب حب المغرفة لما يجول في ذهن و فكر هدا الطفل النعمة التي تطارده ألسنة الجيران من كل جانب دون أدنى اهتمام به و معرفة ما به و ماذا يريد أنيقول بتصرفاته تلك العادية في مثل ظروفه , تقربت اليه و سهل غلي استدراجه و اصطحابه الى شاطئ النيل , و كان الشاطئ يبعد عن مقر عماراتي ببعض المسافة فقلت في نفسي سنقطع بعض منها مشيا على الاقدام لعلي أرى ان كان يستطيع الصبر معي أو لا فوجدته يكثر الاسئلة علي و عن الوسيلة و المكان الذي أنا أخذه اليه , استخلصت أنه ما ينقصه من الذكاء شيئا و لا من التربية و الاخلاق سوى أنه يحتاج الى من يفتح له باب و أفق و جوا مريح و يضع له برنامج و مكان يخصص له لافراغ شحنة أحلامه و افراز قدراته الذهنية فيها , وجدته يحتاج الى من ييرفه عنه و يريه أيات و صور نعم الخالق و الرحمان , و جدته منسي و مهمش و حاله أسوأ من حالي أنا , أحلامه ضئيلة و بسيطة لكنها ظلت في وجهه مستحيلة لأن والدته متعلقة بهم البيت و اعداد شؤونه و اقتناء حاياته اليومية , و أبوه غائب عن البيت على طول الاسبوع منشغل بهموم الدنيا و بلاويها عمل و قوت عيش , فبات الطفل بين القوسين على أحضاني يرتجف من شدة الفرح ,حين أطلينا على الشاطئ , فسألته ان كان يحسن العوم فأجابني بنعم , فقلت له اليوم استحالة ذلك لأنك لم تصتطحب معك هدوم العوم , لكني وعدته أني سأصطحبه الى الشاطئ مرة أخرى بعد الافطار و فرح كثيرا و سعد لاهتمامي به و اعطائه شيئا من وقتي و سعدت أنا بدوري مع نفسي لأن الله رزقني بنعمتين ولد صالح شغل بالي و لو لبضع الساعات و به منيت بفكرة هذا الموضوع الذي ما سبق لي و أن فكرت فيه و لا خططت له أبدا , موضوع الطفل في غاية الاهمية , فلا تستهينوا بهته البراغم و الشموع أنها أحق رزق و نعمة يفتقدها الكثيرون من الناس , فان الله من عليكم بطفل , حذاري من التفريط في هذا العمود الفقري فيكم , فحبذا لو كنت أملك ابنا كهذا فلكان أغلى عندي من كنوز الدنيا و ما فيها , لأجل أن يكون لي رفيقا و صديقا و سندا يحميني في كبري و يملأ علي بيتي بأسراره و خرجاته العفوية و سنفونياته العذبة , فمن الصغرى تأتي الكبرى و تلد الهمة , فسهل أن تخسر طفل لكن ضعبا أن تناله ان لم يكتب لك من الله , فلو قدر الله لك و رزقك بهته الاية و النعمة , فاعلم وقتها أنك محظوظ في الدنيا و لك شأنك فيها , فالحياة بدون نور طفل جحيم كالبيت المظلم بدون مصباح منير , بيت مظلم لا تسكنه الا الوساويس و الشياطين , اسألوني عن هذا الاحساس الرهيب المزعج أجيبكم عنه بأدق التفاصيل , لأني أدرى بشعاب الحرمان و الفقدان و أدرى بنيران العقران و عسى أن تكرهوا شيئا هو خير لكم ,لا تضربوا هذا الطفل و لا تشتموه و لا تغقدوه و لا تستفزوه , بل علموه كيف الصلاة و كيف السباحة و الرماية و ركوب الخيل , علموه الاهتمام , علموه اللغة العربية و أصول الدين و حفظوة شيئا من القرأن , اهتموا لأفكاره و نعومة أحلامه و كل ما يقول , ان لفي الاطفال أيات كثيرة ليتكم تعلمون هذا الامر , و لا تفرطوا في استغلالكم لمجهودات الطفل فمهما يكن هذا الطفل انه بشر و يملك شعور و احساس و له رغبات و اهتمامات و ردود أفعال لا تجرحوه لأجل أن تمروا بسلام غير عابئين ما تقترفون من ذنوب , فلا تكون أنانيون فوق العادة و اللزوم , انزلوا رؤوسكم الى الارض بعض الوقت و انظروا ماذا تدوسون تحت أقدامكم انه طفل يا عباد الله طفل ........... طفل و ليس ألة نسخ و طباعة و حتى و ان كانت الالة هته ألا تحتاج الالة الى صيانة الى حبر الى ورق الى الى الى ........... ولد الطفل حرا طليقا ليسعى و يرقى لما يسجن بأي ذنب يعاقب غلى فعل اقترفوه كبار , ما همه هو هو أن يدفع ثمن أخطاء كبار ارتكبوها , فما استعبد الطفل و بيع في الاسواق و هو في حقيقة الامر ولد من بطن أمه حر , ان للطفل حق في الحرية , حق في الاعياد , في المناسبات , في ممارسة الحياة كما كل الناس , لماذا يستثنى الطفل من المشاركات في الحياة , و تنفردون أنتم وحدكم غلى الطاولة دون ادراج ملف هذا الطفل على الطاولة و النظر في أمره الذي بات يتأزم أمره و يفقد توازنه , ماذا تنتظرون وحيا ينزل عليكم من السماء يحتى تستفيقوا بأنكم تظلمون الطفل و تدوسون على حريته , فاذا كنتم الكبار برغم الامكانيات و الوسائل التي تملكون و ما استطعتم أن تصبروا و تهتدوا الى الرشد فكيف بكم تأمرون الطفل بالصبر و ترغموه على السكوت على الفقر على العري على الجهل , على الاظطهاد , فكيف بكم تأمورون بشيء أنتم عاجزون على القيام به , عاجزون عن حماية هذا الطفل من الارهاب و التهديد رغم أنه تسوسل اليكم مرات و مرات لكن لا حياة لمن تنادي , يظل الطفل محل الاتهام و الكل يتجاهل مطالبه و كأنه امر مستحيل تحرير طفل من أيدي مجرم , فالطفل اذا استمر على هته الحالة سيتعقد و يفقد رائحة الثقة في كل جنس على الارض و يصبح أشد قسوة و عنفوي لأنه حين التزم بالصمت و السكوت سلب و أهين حين اشتكى ضرب و أهين , حين استغاث سخر منه , اذن ماذا بعد السكوت و رفض التدخل لحماية الطفل في هته المرحلة ؟ مجتمع أناني ينتج أطفال و يرمي بها الى الشارع أو يبيعها في سوق الرق , و سوق الرذيلة ,فاستفزاز الطفل و تضييق الخناق عليه هو السبب الرئيسي في شل حركة و عجلة النمو و التقدم و هو السبب الرئيسي في انتشار المخدرات و سط الطلاب و الطالبات و هو السبب في انحاط السلوك الاخلاقي في المجتمع , لا بد أن تنتبه الدولة لهذا الطفل قبل أن ينفلت و ينزلق و يذهب الى الطريق الاخر طريق العنف , الطفل بحاجة الى رعاية و حماية و عدالة اجتماعية و عائلة تصون كرامته و تحفظ شأنه . | |
|