أحمد عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 1902 تاريخ التسجيل : 21/02/2012
| موضوع: قل حن أمل روى جبل ( قل جراح ) الجمعة أغسطس 09, 2013 6:19 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم حين عزمت على الاعتزال من ساحة الفن و ركوب سفينة الهجران و اتباع و التزام بسلوك و بحكمة هته الاية ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) ما كان قصدي أن أخالف شريعة الخالق و الخروج عن طاعته بل هربت بنفسي و خرجت من الواقع السيء و اعتزلت للأجل حكمة رأيتها مع نفسي , غضيت كل من البصر و السمع و الكلام لأجل غاية واحدة و هي عبادة ربي و التسبيح و التأمل في خلق الكون و كنوناته , لأجل اعادة تصميم عقلي و صيانة وعائي و تصحيح مساري و فهمي و تقوية زادي و معرفة حقلي و مساحة ترابي و التماس قدري و قراءة موضوع كتابي و الاطلاع على سر رسالتي المخفية في طيات أرشيف أجدادي و تاريخ مسيرتي مع الايام , بكيت و الله حينها و ما أحلى أن تبكي على وقع اكتشاف أسرار الخالق فينا , بكيت حين قراءة بعض من سور القرأن و منها أخذت سورة نوح و القلم و البروج لأن السر الذي اكتشفته من خلال حروف الكلمات و أبعاد الرؤية الجوهرية للكلمات و الوقائع يوحي برقة الفن و حنين الماضي و عاطفة الوالدين و نصحهما , و توحي بأحقية الفن و عظمة النعمة و التصور و تسلسل الاحداث و نبعها من الاصالة , و مدى تأثير الفن و الاصل على شخصياتنا و فينا و في سلوكنا و تصرفاتنا العفوية المملوكة و الموروثة , بكيت حينها لما تأكدت أن التاريخ و الفن نابعان من الاصل و هم رفيقان لنا مدى العصور و هم بالضرورة يدفعانك و يفرضان عليك التمسك و الثبات على الطريق ذاك , أمور تفرض عليك من وحي الخيال و تأمرك أن تدلي و تعبر بسر أهيتهما في الحياة الدنيا و الاخرى , و مدي أهميتهما في تكوين الفرد و سلامة عقله و فكره , وجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي و منها تذكرت ذاك الكيس أو الشوال المملوء بالقمح و الارض أمامي تنادي ازرعني بنفس الطريقة القديمة و التقليدية التي كنت أنذاك صغيرا أرافق أبي و هو يقوم بعلية البذر , كان أبي فلاح يضع الشوال في عنقة و على كتفه يحمل فيه بعض الحنطة على حسب قدرة حمله و يأمرني أن أمشي أمامه على مقربة أمتار أتبع خطى و شريط الزرع و كلما مشيت وضعت حجرة كرجم حتى لا أنسى الخط المزروع و كان كل ما انتهى الزرع الذي بالشوال كلما ذهبت لأحمل له على كتفي شيئا ما , فكان يدخل يده في الشوال و بالحفنة يرمي على يمينه و الحبات تتوزع وسط الحرث , وقتها تيقنت أن الفلاح لا يلد الا ابنا فلاحا و أن المهنة و الحرفة لصيقة بالعبد و أصل ثابت تسري سريان الدمع من جفون العين , فالدموع لا تنذرف و لا تخرج من العين الا اذا تاثر القلب و تزعزع كيانه لشيء ما , و القلم لا يكتب و لا يتمدد حبره على الاوراق الا اذا أوحى اليه من القلب و العقل لا ينضج و لا يرشد و لا يهدى الا اذا ابتعد العبد عن الشبهات و ترك الاوهام و رجع الى الله سبحانه و تعالىا و أمن بما أنزل اليه من الرحمان و من القرأن لشفاء عظيم , و نعم كثيرة و كنا نجهلها حين غفونا مع زبالة و لهو الدنيا , فان تشكر نزدكم , شكرت ربي فنور لي عقلي و أنار لي دربي و مسعاي و فتح لي أبواب السر و كشف غمي و همي دون أن أستعين بالمشعوذين أو الرقاة , فكنت راقي نفسي و من القرأن أسرار و أسرار ما كنت أعلمها , فكيف لي أن لا أشكر الله على ما رزقني من العلم و البصيرة و الخير و الموهبة و دقة الاحساس و التمييز وهبني القلم و علمي الزراعة و الفلاحة و الري و أعطاني حواسا لا تعد و لا تحسى و متعني بالحظ و بالعزة أكرمني و بسبيل الرشد و الوعي خيرني, فتح لي شرايين أعصابي و علمني كيف الغوص و الابحار وسط أمواج حروف الكلمات و الايات و السور , علمني كيف ترتيبها و كيف استغلالها و التعبير بها و كيف الانشاء و كيف الوصف و كيف مسك الحربة و كيف رميها لاصابة الهدف و كيف مسك السيف و كيف غرسه في صدر العدو , و كيف حزم الشوال و كيس القمح و كيف رمي الحبات على الحرث و كيف تغطيتها بالتراب و كيف الحصاد و كيف جمع المحصول و كيف تصفيته من التبن و اتباع اتجاه الريح و كيف جمع التبن و تصليغه بالتراب و حفظه لأجل دفئ الشتاء , و كيف تخزينه و تصريفه و توزيعه و كيف عجن الدقيق و كيف خبز الرغيف و طيهه و كيف الصبر على الحر و البرد و الجوع و الفقر و القهر و بالقليل عشت و تربيت , علمني كيف الدخول من الابواب و كيف الخروج بالاستئذان و كيف الحياة و كيف المماة , أكرمني حسن الخواتم و ثبتني على الايمان و سلسني و سطر بنياني و رسم لي رسما جميلا , شرفني و أكرمني و فضلني و اختارني زعيما على قومي مرشدا و منذرا و أعطاني مفتاح بيت النجاح و سر الحكمة و سلمني المصباح و أمرني أن أكون له عبدا خدوما و واعيا و شكورا , فهلا فهمت اليوم يا أخ و يا أخت ما سبب اعتزالي و ما الذي جعلني أسلك مسلك الكرام و الشجعان , و أعتزل ساحة الالغام و الاوهام و الجدال لأني مؤمن بربي و بقدري و مقدوري و بروحي و أجلها و قلت سبحان من خلقني و سواني و غير سلوكي و بدل ثوبي , خلقني لأجل أن أعيش عزيزا مكرما و ان مت يوما فسوف أموت موت الكرام على لوح مبسوط بسطة الفقراء كما مات أجدادي تاركا من ورائي حقلا من الخير لأحفادي و زرعا و زادا لأولادي, و نعم الرجل من قرأ و حفظ و استوعب و علم بالقرأن و سعى لرزقة بألة المحراث , و نعم الرجل من سار على البيان و خطط حياته بالتبيان و نبه للحق و مات من أجله ينادي, و أنذر و بشر الاهل و نهى الجيران على اتباع الشيطان و أمرهم باتباع الامل من القرأن و عدم الخوض في الطغيان ,و المكر و الخداع , نعم الرجل من فكر في قومه و سهر من أجلهم الليالي ليجنوا من ورائه الدوالي , و نعم الرجل من فكر في أخرته و أعد لها العدة و الزاد قبل دنياه و أعطى و صدق و زكى من حر ماله و كرم الكريم و أحسن الى الناس و عفا عن اللئيم و أوى المسكين و عزز كرامة المرأة و حفظ سرها و عفى عنها ان أخطأت التصرف و دعاها للخير و أرشدها الى الرشد , و أسكنها بيوت العزة و قصور العفة و أبعدها من الشبهة و الرذيلة , نعم الرجل من ستر عيب أخيه و أخته و دعا لها بعين الصواب الى الرجوع الى طريق الحق , نبع الرجل من باع الدنيا من أجل أن يشتري قماش القبر و يكسببيتا في الجنة , أفهمتم الان لماذا دموعي ما أرادت أن تجف و صممت أن تكون سيل أنهار تسري نحو البحر , لأني ولدت من وحي صدف البحار و قررت أن أموت بسري و كياني في اليم مثل ما تموت القطط داخل شوال من القماش لاكون لقمة الحيتان تبعا لأسلافي و أسلاف أجداد أجدادي, تلكم هي عادتنا و سيرتنا أخذناها سنة و عادة ورثناها أب عن جد , فالقط حيوان أليف ولد من الالف و اللام ميم بدايته فال من أم و حنان عطفها و حياته أمل و ألم و غذائه صيد فئران و أخرته عصا و كيس من قماش و ضرب مبرح و صرع و رمي في البحر فتلتقطه الحيتان و تلك صدقة و حكمة نحن نرد بها الجميل لألفة القط عندنا و نقر له بالوفاء و الاخلاص لنا و لخدمة نظافة محيط بيوتنا , لذلكم صممت أن أبكي أنا و قلمي و ركام الاوراق التي أمامي و شوال القمح حتى النهاية . | |
|
أحمد عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 1902 تاريخ التسجيل : 21/02/2012
| موضوع: قل حن أمل روى جبل ( قل جراح) الإثنين أكتوبر 21, 2013 6:26 pm | |
| | |
|
أحمد عضو موهوب
الجنس : عدد المساهمات : 1902 تاريخ التسجيل : 21/02/2012
| موضوع: قل حن أمل روى جبل (قل جراح) الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 3:34 pm | |
| | |
|