بسم الله الرحمن الرحيم
انها قصة لبانة تخرج نحو المزارع لتجمع الحليب من ملا البقر ,ثم تأتي به الى متجرها , تضعه في قدور كبيرة مصنوعة من الطين , تحضيه في جو دافئ ليوم أو يومين حتى يروب ثم تقوم بوضعة في شكوة و تخليطه مع اضافة شيء من الماء الدافئ فبعد حوالي نصف ساعة من الخلط من جراء دفع الشكوة ذهابا و ايابا تتجمع بقع صفراء على سطح اللبن فتقوم بنزها و جمعها و لمها و تركها لتبرد لتقديمها للبنات و البنين باضافة شيء من الخبز التقليدي ,و بهته الطريقة قد وجدت هته المرأة شغلا شريفا لها و له عبرة و عبارة , فهل تعرفون أنتم ما قيمة الزيدة من الحليب من اللبن؟
و هل تقدرون عمل و مشقة هته المرأة الشجاعة التي اختارت مهنة عجز عن شغلها الرجال ؟انها مهنة لا تدر كثيرا من المال عليها لكنها حرفة قلما نجد في مجتمعاتنا , قل اندثرت من شوارعنا ,
و لماذا لم يقمن بهته الحرفة نساء أخريات هؤلاء الكاسيات العاريات اللواتي صممنا على التعري و كشف العورات و بيع الشرف جهارا نهارا بحجة أن لا مدخول لهم , و هل بيع الشرف في الشوارع أصبح مهنة يفتخرن بها هؤلاء أم ماذا جرى لكن ؟
لماذا اختلفت هته المرأة في نظرتها للمجتمع عن الاخريات من امثالها؟
لماذا يتسابقن الفتيات على ركوب العربات و الدرجات و يجازفن في البيع في المحلات التجارية و الفعل الفاحش وراء الستارات و تعاطي السجائر و كل الاصناف من المخدرات و شرب الخمر و تعاطي حبوب الحمل و هن عازبات , لماذا في رايكم و من المسؤول ان كن هؤلاء هم من اختاروا هته الرذيلة و الطبيعة السيئة ؟أليس هو انحطاط المستوى الفكري و الاخلاقي و انفكاك الاسري هو من أدى بهم الى ما لا يحمد عقباه ,
كل راع مسؤول عن رعيته فمن المسؤول و من الراعي ؟
انهم الاباء الضائعون المتمرجلون في الشوارع رافعين لافتات الحرية و هم من فسدوا طعم الحرية ,انهم الرجال و الاباء المضربون على عدم القيام باداء رسالتهم في تربية أولادهم ,فالاب لا يعلم أين تقضي انته يومها أو ليلها و حين تعود اليه ببطنها منتفخ يطردها الى الشارع و تعود مضرة للامة كلها فتتحول الى مجرمة تزني و ترمي في الزبالة و النتيجة من يدفعها و من وراء هذا الاهمال و العاقبة السيءة أليس هو الاب ؟
الرجل لا يعلم بزوجته أين هي ؟ماذا نقول عن هؤلاء المجانين ؟
المسألة يكمن خللها في المدرسة الاولى مدرسة الاب و الام فان كنت عاجز عن ادارة شؤون بيتك و رعاية أولادك و حراستهم فكيف بكما تخرجان الى الشارع لتطالبون بالحرية و التغيير وووو وكثيرة هي المطالب و كان من اللاحرى أن تلبوا رسالتكم و واجبكم نحو أولادكم ثم االامور تتغير لوحدها دون أي اشكال ,كان على كل من الافراد بأن يعي بأن المرض يبدأ من البيوت ثم ينتقل الى الشوارع و الادارات و المؤسسات , ربي أولادك و راعيهم و انصحم و اضربهم حتى , فنحن كنا نضرب و لو لم نضرب ما تربينا, حين يكثر الكلام و الرقص و الغناء و الشكاوي و البكاء و الوسخ و العفن و الفسق و الكوارث اعلم أن من وراء الامر مصيبة , فالنار حين تندلع تأتي من جمرة صغيرة ثم تتوسع و تكبر حتى تصبح حريقا مهولا , ثم ترى الناس يتساءلون عن االاسباب ناسين أنهم هم الاسباب لهذا الحريق , فلو كل أدى دوره في أمن وحراسة بيته ما وصلنا الى الحرائق اللاسع و الغفلة و الاهمال في عقر ديارنا , فالدولة ليست مطالبة و من غير المعقول أن تدخل الى بيوتكم لتربيكم فردا فردا , الدولة مهمتها تنظيف الشوارع , بل بالعكس من حقها أن تطالبك بدفع التعويضات عن كل الاخطاء التي يرتكبها ابناءك و بنيك , هذا هو الحل على الاقل ترتفع الميزانية بالمداخيل , لأننا نحن اذا وصل الامر الى دفع الغرامة نحترص الخطأ , مثل حزام الامن لدى السيارات, فالذي يخصر هو الغافل , لأنك بتصرفك أو تصرف ابنك الوقح هذا انك تسيء الى حرية الناس و تلوث المحيط من جراء اهمالك في التربية الواجبة عليك, خذ العبارة من عمارة لنفرض أنك مسؤول عن عمارة و قائم على صيانتها هل من المنطق أن تدخل بيوت الجيران لتربي أطفالهم الذين تراهم طول اليوم وهم يرمون في الزبالة و يأذون حرية الجيران الذين هم حولهم , فأصبحت العمارة كلها فوضى من جراء ماذا من اهمالهم في تربية اولادهم , فالمنطق هو أن يتحمل كل مسؤوليته في تربية أولاده و ان اخطأ يدفع الثمن دون تعقيب أو رد كلام , أما اذا أصبح كل يعمل ما يحلوا له دون اعتبار لحق الجار ولى الامر فوضى , من هذا القبيل يتجلى لنا أننا ضائعون في بركة اهمال و ان لم نتوخى الحذر و الحرص سيصبح المجتمع عبارة عن حلبة للملاكمة , لا بد أن يتحمل كل مسؤوليته تجاه نفسه و عائلته و يتاصل و يتخلق و يلبس لباس الراعي في بيته, فلا تترك الغنم تسير وحدها لتأكل من مزارع الناس و اذا ما انهالوا عليهم عقابا و ضربا رحت باكي و شاكي الظلم فأنت الظالم الاول لأنك اهملت واجبك في رغي غنمك, أردت أن أقول بأننا خرجنا عن الاصالة و الاخلاق الحميدة و الصورة المثلى , فالاصيل اليوم استحالت عليه الحياة في هدوء و راحة من جراء اهمال هؤلاء و من جراء هته الجرثومة التي عشعشت في كامل البيوت , الخلاصة من الزبدة معناها هو أن نعمل صالحا و خيرا نزرع لنجني زبدة خالصة , لا تتبع أهواء الشيطان ثم تأتي لتلوم على فلان و فلانة أو تلوم الزمان نفسه, فالزمن بخير أنتم الشر بشرارتكم أفسدتم الجو والبر بالزبالة من جراء عدم الوعي و تحمل المسؤولية على وجهها الحقيقي , خرجتم عن الاصل فأصابتكم الحمى و الطاعون و الرذيلة , ان الاصل حدد للرجل مكانته وواجبة و كذالك للمرأة لكن أنتم أخلطتم الامور فيما بينكم و صنعتم قانون خاص بكم ,فلا تلموا الا أنفسكم انصلحوا تصلح أحوالكم ,
أو صوموا تصحوا , أنتم مفطرون على طول العام , هل صمتم يوما أبدا , كل شيء عاد لديكم لا يهمكم .