رب حوال ملون الخضراء و الزرقاء ( ماء حر )

بسم الله الرحمن الرحيم

فرق كبير بين اللونين , بين لون السماء و الارض , بينهما الهوى (أكسجين و غاز كربون) ,يعني تفسير بين الحروف يدلي للعطشان أين الماء الحر من المعكر , لا بد من تفريق الامور فيما بينهما فأن ثمة اشارات على يمينك و على يسارك لا بد من الالتفات اليهم و أنت تمشي على الطريق , اعمل (قف) ثم واصل انها تذكرة لمن نسي الذكر , هناك أشجار مرسومة و ملونة أقدامها بالابيض حتى لا تغزوها الحشرات , لا بد من تخفيظ السرعة فثمة أمر قد يحييك و يدلك على الاضواء و السبيل الصحيح , فالغابة تعطي خضارا و فواكه أعنابا و كروما و بلوطا و اجاص و تفاح ووو,و السماء عليك أن تنتبه الى ما تزق و ترزق منها حسب طلبك , فرق بين الفلاح و الطالب و أخيرها من كان يتميز بالاثنين , ليتمكن من نيل الثواب الاكبر ,وأخير الاشجار ذات الفصول الاربعة كالليمون مثلا ,مطلوب حضوره على الموائد على مدار السنة للتقليل من الدهون و الزيوت , السماء تراها تتقلب ألوانها بين اللحظة و الاخرى في كل مرة تغير حليتها و كسوتها ,حسب الطقس أما الخضراء فهي خضراء لا تتغير لأنها حية و مشدودة بالماء في الارض و كل ما تحتويه في باطنها لها زاد , الامر هنا مثل البيت اذا تشقق سقفه بامكانك تصليحه و ترميمه و اذا انكسرت قرميدة منه فذاك أمر عادي نستبدلها بأخرى جديدة ,لكن الارض اذا ما قدر الله و انشقت تلك كارثة ربانية أو تزعزعت فتحدث من جراءها زلزال و سقوط و انهيار بنيان كله , لذلك أردت أن أوضح رغبتي و الحكمة من اختياري و تفضيلي و ميولي للون الاخضر في لون خطوطي, انه لون العشب و الشعب و لون الاصل لأن الشعب أو العشب خلق من هذا اللون ولا يمكن ىفي أية حالة من الاحوال أن يغير الفرد جلدة أصله و فصله , أو يفكر في التنازل عن جذوره ,فالذي يتنكر لأصله و هويته و جنسيته فهو عندي أراه مثل الحمار , ذاك ضعيف شخصية و غير مؤمن بأن الارزاق تلد من الرب لا من السماء ,ان السماء مجرد سقف واقي و حامي ,كغطاء القدرة , انظر الى القدرة و هي على الموقد تحتها نار هادئة و داخل القدر خضار متبلة و مملحة و مزيتة و لحوم و شحم ووو,فكيف ترى وضعية الغطاء , تراه يقطر بقطرات ماء من شدة البخار المنبعث من الغليان , و تعود تلك القطرات على الاكل بنكهة , فالاساس هو قاع القدرة و مميزاته و طبيعته , فالقدور الاصلية المصنوعة من الطين هي الافضل و ذات النكهة الطبيعية الخلابة ,فالسماء لا تمطر ذهبا و لا فضة بل الكد و العمل و التوكل على الله ,الخالق الرزاق , لذا تميز الفلاح بأعلى وسام الشرف لأنه الوحيد الذي تصورت فيه أية التمسك بالارض و الاصل , انها سنة نبيلة و حرفة مميزة فيها من الحكم , فالفلاح مثل طاجين الطين فتراه يعمل بكامل قواه الفكرية و الجسدية و الروحية و من شدة الحراك في عضلاته تزداد حرارة جسمة فيفرز عرقا عبر كامل جسمه , و ذاك العرق فيه حكمة انه الخير ( أر علق ) انه مؤمن بروح الرزاق ,يزرع تحت الارض و كله ثقه في الرب لأجل أن يعطيه خلفا على ما زرع , و كأنه يقامر على ربح و خسارة , فالله يرى و يقرأ النوايا فينا , و يقدر الجهود و يقيمها , ويسجلها لنا ,ثوابا ,ان الفلاحة صلاة و عبادة و ثوابها نتائج ما تعطي الارض و تدره علينا , اسأل الفلاح عن مدى شعوره و احساسه بعد ما ينتهي من شغله اليومي حين يرتاح و سيجيبك على ما أقول , أتكلم باسم الفلاح لأني كنت فلاحا يوما و أحسست بنعمة العرق ذاك الذي يحدث من شدة الحر , فمن لم يغرس لن يأكل و ان أكل لا يحس ما يأكل من طعام بين يديه , و الدليل هو أمامكم انظر الى الخبز و النعمة التي ترمي في الشوارع و انظر الى الخضار و الفواكه المرمية على الاسواق , فالناس تطعي طعاما ثم ترمي نصفه في الارض , انه تبذير و اسراف , كثرة القدور كثر التبذير كنا نأكل من قدرة واحدة أصبحنا كل و له قدرة , ما تمسكنا بالاصل فهزتنا الرياح , مفتاح الخير في الاصل و المبادئ الاخلاقية .