بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أحاسيي لا تنشرح بل تنحشر في عمق كياننا و يستحيل ان يفهمها غيرنا, انها لوح كلمات خاصة محفوظة و مستورة بغطاء من حرير الحنان فيه نعومة و ليونة يغذي فينا ضعفا نعانيه من شدة الفقدان, يزودنا بطاقة روحية, في طياته ألة دفئ و نسمة شعور تغذي روحنا بطيف حنان فيه لذة و طعم يشبع الجوعان, و دواء يداوي المجروح من الالام , كلمات و صرخات تنادى على مسامعي تظهر لي و كأنها صك مالي من يدي أمي ألتمسه و اشعر حينها بغناي و رفاهية جيبي و كل شخصي يتغير فجأة, صك قد لا تعترف به كل بنوك العالم الى بنك خاص ألجا اليه وقت المعوزة أصرف منه ما أحتاج و أمضي لحال سبيلي لأسعى من جديد , شيء جميل و رائع ان تعشق شيئا غير ملموس و تشعر بنفسك و كأنك تلمسه و تتغذى من هوائه , شيء جميل ان تفسر ما لم يفسره أحد من قبلك أو ما فكروا بدا فيه و ما اهتموا لمعناه و جوهر عمقه, و الاجمل من ذلك حين يتحقق التفسير و يتجلى واضحا وفق النية التي رجوتها من وراء البحث من بحر عمق الهواء, شيء جميل ان تقدر و تحترم هواء و شعور شخص لا يعرفك و تعطيه أهمية و طبعا خاص و تضع لاسمه مكانا في وسط لا يكاد ان يصدقه عقل بشري, لكن حينما يكرمنا أحد باحساس نصبح من طبيعتنا الروحية مجبورين لرد الجميل لمن أكرمنا و أطربنا فنزيده على كرمه و سخائه كرما على كرم , اننا فلاحون طيبون نعشق زرع الارض و نموت على بنة ما تنتج و ما تعطي من ثمار, نتأثر بالطبيعة و لنا في كل فصل من فصولها مع الزمن رواية, لما لا نكرم من غذانا بالاحساس و وقف معنا وقفة الانس و المؤازرة و أوصلنا و أسرى بنا من مكان الى مكان أخر لطالما حلمنا ان نشعر بحينية الام و عطفها , فبضل روح القمر و قدرة القادر طرت و هويت و نسيت من أنا حين وجدت نفسي على حجر أمي و هي تلامس شعيرات رأسي و تمسح على جبيني العرق من شدة العمل و الكد , فزادتني اثارة و شعورا بالوجود و زودتني بقوة الايمان و التعلق بحبل أمل الوصول الى تحقيق النجاح, فرحت فتمعنت وراء النغم و الكلمات و الاداء فرسمتها و كانت من أحلى ما رسمت في حياتي عنها, و سأرسم عن كلماتها الكثير حين تأتي طائرة الترحال نحو الخيال الرباني, انها مكيفة هواء خواطري و مروحية قلبي أي ( مخه قوم) ,
كل له ميزانه و به شعرة الاثبات اي ( شم ألف) , فلا تلمنني و لا تحسدن كلمات كان لها عندي أثر و وزن خاص على ميزاجي و ميزاني من الزمن و المكان أي من وحي و عمق ( الجب) صنعتها و ركبتها و كانت هدية لذات الروح التي هزت ترحال سفينتي من بلد الى بلد و ساقتها بصمت و بروعة خيال و ما كنت أصل الى ذاك البلد الا بشق النفس لكن بفضل الله وصلت في سلام و أمان و كانت رحلة ممتعة.