قال متسالونيس و يلا بكيت عليها( و بعمقي)

بسم الله الرحمن الرحيم

عيب قوم و هم يسخرون من بكائي و يضحكون على دموعي لأنهم لا يعلمون بسر عيبهم و نقصهم من سر عمق جفون عيناي, قالت الخنساء( عيناي جودا و لا تجمدا) ( جو علة)

أبكي على دائي الذي ما لقيت له دواء بينكم ,ابكي على حاضر ناسي و متجاهل لماضي كان فيه الخير يتدفق سيولا و أنهارا , أبكي على قلوب جفت و اسودت و سادها الغل و الحقد و نفوس مريضة امتلأتها وساوس الشيطان , و عادت تفتي على المنابر و في القاعات و في المقاهي بأعلى صوت تنشر الفتنة و تحرض بسياسة التفريق و التفريغ دون وعي و دون فهم للحالة التي هي عليها, أبكي على تاريخ أسدل الستار عنه و أمسى أرشيفا مهملا لا غير, أصبح الطفل لا يفرق بين أمه و جارته و بين أبيه و جاره, أصبح الطفل ضحية الاهمال للوالدين مرميا في الشوارع يتلفظ بكلمات قبيحة أكبر من حجمه, عادي ان بكيت لأني أحسست الفرق بين الماضي و الحاضر لأني أحسست بانحطاط مستواكم الفكري و الروحي و سببه الوالدين, طاشوا و انغمسوا وراء اللهو و اللهف على بطونهم سعوا و تناسوا أهم رسالة لديهم تربية أولادهم , تجاهلوا لمسؤولياتهم , التفوا حول الحرام و المال الملوث و سحبوا كل شيء لأطعام أولادهم دون اعتبار للعواقب , ابكي على غياب الاخلاق الحميدة, و انحطاط مستوى المدرسة , ابكي على مستوى فن فسدت كلماته و انحطت و أصبح من هب و دب يجمع الناس من حوله و يغني لهم اغاني لا معنى لها و لا محل لها من الاعراب , فارغة من اللب و المحتوى, أبكي على غياب الساحة من الرجال الواعون , أبكي على وضعية ساحة امتلأت على أخرها بالمشعوذون و الساسة بمختلف الاشكال و الالوان و التيارات مضمون رسائلهم نفاق و سلب و نهب و وعود الكذب, و نهيق أصوات ناكرة للخير , تدعي الاصلاح و التغيير و هي في الاصل مرض و افة المجتمع في تفكيك وحدته, هم أفة عرقلة مسيرة سير عجلة التنمية , هم سبب كسر حبة فول الوحدة الوطنية, ابكي على نصوص و قوانين و برامج سطرت و كتبت على أوراق و ما نفذت فقط ظلت حبر على ورق , أبكي على سكة قطار طال فتح خطها في انتظار نزول الوحي من السماء, لهذا و ذاك و لأسباب كثيرة لا تعد و لا تحصى أبكي و اضحكوا أنتم , فان من بكى في صغره تعلم في كبره و من ضحك في صغره بكي في كبره .