عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الظلم ظلمات يوم القيامة)) . رواه البخاري .
إنه حديث عظيم قصير فسبحان العليم الخبير .
قال القطب في شرح الشهاب : أن دعاء صنفين من الناس مستجاب لا محالة , مؤمناً كان أو كافراً , دعاء المظلوم ودعاء المضطر , لأن الله تعالى قال : ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (دعوة المظلوم مستجابة) فإن قيل : أليس الله تعالى يقول : ((وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)) فكيف يستجاب دعاؤهم ؟
فقلت : الآية واردة في دعاء الكفار في النار وهناك لا ترحم العبرة ولا تجاب الدعوة , وهذا الخبر الذي أوردناه يراد به في دار الدنيا فلا تدافع .
قال سفيان الثوري : من دعا الظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى الله .
وقال أبو العتاهية :
أما والله إن الظلـــــــــم لؤم
وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمــع الخصوم
ستعلم في المعــاد إذ إلتقينا
غداً عند المليك من الظلوم
وقال قائل :
وللموت خير من حيـــاة تشوبها
شوائب مها الظلم والذل والمقت
وقد قال حكيم الظلم من طبع النفوس وإنما يصدها من ذلك إحدى علتين , أما دينية كخوف معا , وإما سياسية كخوف السيف .
قال المتنبي :
والظلم من شيم النفوس فإن تجد
ذا عفـــــة فلعلــــة لا يظلــــــم
قد يقول قائل إني ظلمت ودعوت على الظالم ولم أرى أن الله تعالى استجاب دعائي . فبماذا ترد عليه ؟؟
الجواب ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سؤل عن أن الرجل كان يظلم في الجاهلية فيدعوا على من ظلمه فيجاب عاجلاً ولا يرى ذلك في الإسلام , فقال عمر بن الخطاب هذا حاجز بينهم وبين الظلم وإن موعدكم الآن الساعة ((والساعة أدهى وأمر)) .
فسارع بالتوبة ورد المظالم يا من بلاك الله بالظلم أو أي نوع من أنواع الظلم ... يا من ظلمت أهلك وزجك يا من ظلمت عاملك يا من ظلمت نفسك يا من ظلمت ..... أنجوا بأنفسكم