لَيْت لِي يَد تَطُوْل تَمْسَح دَمْع مُسِنَّة
هَاهِي الُيَوَم تَبْكِي ذَاك ابْنَا فِي الْبَعِيد
مَزَّق الْشَّوْق فُؤَادَا كَيْف لَا وَهُو ذَاك الْصَّغِيْر
ظَل يُكَبِّر حَتَّى أَزْهَر فِيْه شَبَابِه
يَرْسُم الْحُلُم وَيَخْطُو لِلْحَقِيْقَة
أَشْغَلْتُه اخَذَتْه لِلْبَعِيْد
لِيَعُوْد يَوْم عِيْد أَو لأَفَرَاح مِهَنِي
أَو لِيُعَزِّي وَيُوَاسِي فِي رَحِيْل لِقَرِيْب
لِمَ يَكُن عَاق وَعَاصِي
لَكِن هَكَذَا قَال لِأُمِّه طَالِباً عَفوَ الحَبيِبة وَرِضَاهَا
هَذِه الْدُّنْيَا أَشْغَلَتِنَي
ومَضَى فيِ طَرِيقَه
لَم يُفَكِّر بِرقيقَة قلَبٍ وَرحُومًة
حِيْن يَسْرِق فِكْرِهَا كُل لَيْل
تُلَمِّح الْنُّوْر انْبِثَاق وَتَتَمَنَّى بَيْنَه طَيْف الْحَبِيْب
يُصَدِّق مَعَهَا الْخَيَال فَتُلامَسِه حَقِيْقَة
تَرْتَشِف مِنْه لَتُرْوَى قَبْل أَن
تَرْحَل بَعِيْدا
يابني : هكذا قال الفؤاد يسبق نطق اللسان
امْسِك الْكَف وَتَحَسَّس مَنْبَع الِدِفْء الْأَصِيْل
هَاهِي الْرُّوْح تَتُوْق لِعِنَاقِك يَابَنِي
اغْمِض الْعَيْن لِتَغْفُو بَيْن احْضَان الرؤؤؤم
لَن اعَاتَب يَابَنِي فـ ثَوَانِي قُرْبِك تَمْحُو كُل سِنِيْن غُرْبَتِك عَنِّي وَعَنْهُم
لكم أرق وأعذب الأمنيات السعيدة