يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي
قلت والناس يرقيون هلالا يشبه الصب من نحافة جسمه
من يكن صائما فذا رمضان خط بالنور للورى أول اسمـه
ويذكر البحتري هلال شهر شعبان حين أصبح قمراً يؤذن بطلوع شهر رمضان فيقول
قم نبادر بها الصيام فقد أقمر ذاك الهلال من شعبان
.......
ويقول الشاعر الجزائري محمد الأخضر يمتدح هلال رمضان
امـلأ الدنيـــا شعاعـا أيهــا النـور الحبيب
قـد طـغـا الناس عليهـا وهـو كالليـل رهيب
فترامــت فـي الدياجـي ومـضت لا تستجيب
ذكـّر النــاس عهــودا هي من خير العهــود
يوم كان الصـوم مــعنى للتسامــي والصعـود
ينشر الرحمـة في الأرض علـــى هذا الوجـود
.......
وفي الأدب العربي القديم والحديث تغنى الكثير من الشعراء بفرحة شهر رمضان ومنهم البحتري الذي قال في مديح الخليفة المعتصم
بالبر صمت وأنت أفضل صائم وبسنة الله الرضية تفطر
ويقول محمود حسن إسماعيل بشهر الصيام
أضيف أنت حــل على الأنام وأقسـم أن يحيــا بالصيـام
قطعت الدهـر جوابـا وفيـا يعـود مزاره فـي كل عـام
تخيم لا يحد حمـاك ركــن فكل الأرض مهـد للخيـام
نسخت شعائر الضيفان لمـا قنعت من الضيافة بالمقــام
ورحت تسد للأجواد شرعـا من الإحسان علوي النظــام
بأن الجود حرمـان وزهـد أعـز من الشراب أو الطعام
ويصور مشهد الصائمين المترقبين صوت المؤذن منتظرين في خشوع ورهبة نداءه فيقول
جعلت الناس في وقت المغيب عبيد ندائك العاتي الرهيب
كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا يعذبهم ، تلفَّت للطبيــب
وأتلعت الرقاب بهم فلاحـوا كركبان على بلد غريـب
عتاة الأنس أنت نسخت منهم تذلل أوجه وضنى جنـوب
.......
ونجد الشاعر أحمد مخيمر يناجي رمضان قائلا
أنت في الدهر غرة وعلـى الأر ض سلام وفي السماء دعـــاء
يتلقاك عند لقيـــاك أهل الـ ـبر والمؤمنون والأصفيـــاء
فلهم في النهار نجوى وتسبيــ ـح وفي الليل أدمــع ونــداء
ليلة القدر عندهم فرحة العمـ ـر تدانت على سناها السمــاء
في انتظار لنورها كل ليـــل يتمنى الهدى ويدعو الرجـــاء
وتعيش الأرواح في فلق الأشوا ق حتى يباح فيــها اللقـــاء
فإذا الكون فرحة تغمر الخلــ ــق إليه تبتـل الأتقيــــاء
وإذا الأرض في سلام وأمــن وإذا الفجر نشـــوة وصفــاء
وكأني أرى الملائكة الأبـــ ــرار فيهـا وحولها الأنبيــاء
نزلوا فوقها من الملأ الأعلــ ـى فأين الشقـاء والأشقـياء
.......
وفي رمضان تتجه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان وفي ذلك يقول الشاعر مصطفى حمام
حدِّثونا عن راحة القيد فيـه حدثونا عن نعمة الحرمـان
هو للناس قاهر دون قهــر وهو سلطانهم بلا سلطـان
قال جوعوا نهاركم فأطاعـوا خشعا يلهجون بالن
إن أيامك الثلاثين تمضــي كلذيذ الأحلام للوسنـــان
كلما سرني قدومك أشــجا ني نذير الفراق والهجـران
وستأتي بعد النوى ثـم تأتي يا ترى هل لنا لقاء ثـان
.......
أما الشاعرة علية الجعار فكانت من أكثر الشاعرات احتفاء بشهر رمضان ففي ديوانها ابنة الإسلام نجد مقطوعة شعرية بعنوان رمضان جاء فيها
وإن هل بالنور شهر الصيـام يجـود به الله في كل عـام
وصمنا له طاعة في النهــار وقمنا له خشّعا في الظـلام
وفي ديوانها الأخير مهاجرون بلا أنصار نجد قصيدة بعنوان رمضان وفيها
يا مرحبـا شهـر الهـدى شهر السماحــة والندى
.......
ويقول أحمد شوقي
يا مديم الصوم في الشهر الكريم صم عن الغيبة يوما والنمـيم
ويقول أيضا
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى وقبل الصوم صم عن كل فحشا
.......
و يقول الشاعر علي الجارم الذي نزل ضيفا عند أحد البخلاء فهجاه بقوله :
رمضان في قلبي هماهم نشوة من قبل رؤية وجهك الوضـاء
وعلى فمي طعم أحسّ بأنــه من طعم تلك الجنة الخضـراء
لا طعم دنيانا فليس بوسعــها تقديم هذا الطعم للخلـفـاء
ما ذقتُ قط ولا شعـرت بمثله ألا أكون به من السعــداء
.......
وكل عام وانتم بخير