[center]
بسم الله الرحمن الرحيم
هكدا هي الأقدار في الحياة تفعل بنا ما تشاء و ترمي بجدورنا أين ما تشاء , و تميتنا و تحيينا وقت ما تشاء , و تحبب الينا و تبعد عنا من تشاء ,وتسكننا في الروح التي تشاء و تبعث منا ما تشاء , و تصنع منا ما تشاء و تصخر فينا ما تشاء , فلما تكفرون و لا تعترفون للشهداء حق اعتراف ما دام ثابتا أنهم لم يموتوا كما قال فيهم , فمن أرواحهم يبعث الله الف روح و روح , تتحدث و تتكلم اليكم و تبكي و تستغيث أمامكم و أنتم لا تتحركون صامتون و باقون على طغيانكم و جهلكم لحقيقة تضحياتهم , فأنتم فعلا أصبحتم جهلة صم بكم عمي لا يفقهون من الحديث و المعنى شيئا ,لأن لا شيء أصبح يثير اهتمامكم سوى المادة , طارت عنكم النية و الروح الوطنية , هته الحاسة المهمة والمشروط توافرها في المسلم حتى يكتمل ايمانه , وجبت توفرها في كل الأعمال و العبادات , فادن لمادا اشترطت النية في الصلاة و الصوم و الصدقة و الحج وغيرها من التصرفات لمادا ادن ؟ فهل يصح الزواج من غير نية ؟ و هل يصح البيع من غير نية ؟ ان النية روح ربانية و هبه من عند الله لا تبطل قوة الحيلة , فحين تنوي بنية خالصة عمل ما أعلم أنه حتىو ان كان عملك ناقص أو خطأ فالله يغفر الخطأ و يعلم ما بداخلك ,فيا ليت البشر يقدرون هته النية و يعرفون قيمتها .
أنا في حياتي ما نويت شيء سوى أنني نويت التحرر , ما سعيت وراء مال و لا وراء جاه ولا جمال , فقط ولدت و أنا مفعم بالاحساس أفيض بالمشاعر , في قلبي نار تشتعل و تحرقني حين لا أجد أين أطفأ هته الشرارة و فسعيت و مشيت أنشر و أتلو أحاسيسي وسط الناس ففيهم من شرب مني و بعدها رماني و عكسني و فيهم من سخر من احساسي و فيهم من تنافق معي و فيهم من اتهمني بالجنون ,فيهم وفيهم ,,,,
فكثيرة هي المواقف مع البشر و أبدا اهتممت بجمع المال و لا أمنت بجمعه لكني أحب أن أعطي و أبدل ليس لأجل المال و ان كان المال ضروري في الحياة لكن ليس بقدر اهتمامي و انشغال فكري في البحث عن روح ضاءعة مني و ما وجدتها الا بين سطور أوراقي ,أكتب و أرمي ليس لأجل الكتابة أكتب بل فقط لأني لا أجد مع من أتحدث ,و مع من يفهم كلامي , وصلت و تأكدت أن استحالة أن تكون هته الروح التي أبحث موجودة في الواقع ,بعدما توصلت الى أن الناس ما عادو يهتموا بالمشاعر و الروح لديهم بامكانك أن تقول انعدمت ,وساد الحياة الطابع المادي وهو همهم بالدرجة الاولى , و تراهم يتنافسون على الكسب و الامتلاك و النجاح بأي ثمن حتى و لو كان هدا على حساب بيع شرفهم , لكن في نهاية المطاف وجدوا أنفسهم فعلا وصلوا الى القمم و حققوا شهرة و نجومية لكن في داخلهم يحسون أنهم ما حققوا شيء لأنهم فاقدون لراحة البال و السعادة المثلى , لأن بداياتهم كانت غير مبنية على أسس سليمة و فاقدة للروح , فتراهم يتلون كتبا
لكن ما شعروا بها .