بسم الله الرحمن الرحيم
فلولا أمي ما كنت أنا و ما كنت لأعرف الحياة أصلا , فالأم هي أصل وجودي هنا بينكم , نعم فلولاها ما تعلقت بهدا البيت و لا عرفتكم أصلا , فحين أحسست بروحها هنا تناديني أستجبت للنداء و رحت أخاطبها و تخاطبني , و تركت متاع الدنيا بأثاثها و ديكوراتها و انطويت في زاوية حجرتي و ما عدت أهتم الا للقاء روحها و لمس حنانها , حتى ظن البعض أني مجنون يريد أن يخاطب الأموات , لكن للأسف فرق كبير بين ما أشعر به أنا و ما يشعرون به هم , فأنتم الأموات الدين فقدتم الاحساس و الشعور و الدوق و لست أنا , فدوق أمي أرقى و أسمى من كل أدواق الدنيا كلها , فلربما لو كانت أمي حية أمامي ما كنت أحسستها كما هي الأن غائبة عن وجهي , غيابها أثر فيا و صنع فيا قلبا حنونا عطوفا و ينبوع من الحب لا يجف , فالكل شرب مني و ما جفت بئري , و الكل مكر فيا و عاث فيا فسادا و ما انتهيت , هزل جسدي و شاب شعري لكني ما زلت قويا بقلبي شامخا ما سقطت و بامكاني أن أعطي وأسقي كل العطشى , فمن طبيعتي أن لا أهتم للاخد أكثر ما أهتم للعطاء حتى و لو كان على حساب نهايتي لأني أومن حق ايمان أني كلما أعطيت الامل أكثر كلما زادني الله قوة أخرى أكثر من الاولى , فما حاجتي للقصور و مال قارون و خشب الدنيا ان كنت أعلم في نفسي أن كل شيئ فان و مئالنا قبر في النهاية ,
و ما حاجتي لي بحب النساء ان كنت أعلم أنه لم تعد هناك امرأة تستهل الحب الدي بداخلي الا أمي , أنا أتكلم عن تجربة مررت بها و لا أقول خيالا , انها تجربة سنين أكسبتني الكثير من معارف المرأة , فمهما أحبتني المرأة فما حبتني لأجل الحب , فليتها وصلت الى أعماقي فحبها كان لأجل أهداف معينة انتهى بانتهاء الهدف , حبها كان سطحي و نزوة كانت عابرة و مجردة من الروح , فماتت روح حب النساء مع موت أمي ,
فاليوم أصبح الزواج من المرأة عندي مجرد عقد صفقة لأنجاب روح جديدة من خلالها أعرس روح أمي هته الضائعة مني , هته الروح بقت معلقة بين السماء و الارض , فلا أعتقد أن هناك امرأة قد تعوض حنان أمي استحالة , فلمادا أكدب ان كان هدا هو احساسي لمادا أجامل النساء ان كنت أعرف أن فكر النساء تغير و ما عاد على ما يرام , حيث أصبحت المرأة مادية أكثر منها روحية , لمادا أجامل هته المرأة و أنا أعرف أنها تكدب و لا تعترف بمشاعرها الشيطانية , استحالة أن تجد مرأة في مقام الام لكن ليس استحالة في أن أستغلها و أستغل رحمها لأجل زرع و انتاج روح تشبه روح أمي ان شاء الله لي دلك , من هدا المنظور أردت أن أقول أن روح أمي أشرحها من منطق الورقة و القلم و الفكر أي أن الدي يجمع المرأة بالرجل قلم يعطي ( رقم)
فالمرأة ورقة والرجل بفكره و عقله يكتب بقلمه ما يحب و يرسم شكل على الورقة يعبر به عن أعماقه و عن فكره ,مشكلتي أني لا أملك هته الورقة حتى يتسنى لي أن أكتب عليها ما بفكري و ما بأعماقي ,
لأن الورقة هته أصبحت عالية الثمن و لا أستطيع اقتنائها فدراهم جيبي معدودة ,فتراني أكتب بقلمي في الخيال لأن الواقع يرفض فكر قلمي رغم أهدافه الصريحة , فأين هته المرأة التي تتقبل الوضع , ؟ لا توجد المرأة عمياء أعمتها ثقافة الغرب و أصبحت لا تطيق النظر لأمثالي تراني متخلف لدي أفكار قديمة ,حب المادة أنساها من هي وما دورها في حياة الرجل فأصبحت هي الرجل و نحن النساء ,لللأسف وضع حقا محرج ,
فالورقة وسيلة لكتابة و طرح الانشاء المراد به الغاية , الورقة بناء مدرسة , فقد لا يهم شكل هته المدرسة بقدر ما يهني المواضيع و الفصول التي سأستخرجها منها بادن الله ,
فلا بد من التفكير في انتاج جيل قوي و فكر صالح و ناضج يؤمن بالروح لا بالشكل , لأننا حين فقدنا هته الروح راح عنا كل شيء و عدنا كالحيونات نأكل و نشرب بدون احساس , لا نحن مسلمون ولا كفار نعيش بين و بين , فقدنا الشعور و النخوة , فالروح هي أساس النهوض و الوحدة , فان المرأة اليوم تخلت عن رسالتها و دورها في تربية الجيل , و راحت تتعدى حدود الحرية لتستلم مهام بعيدة كل البعد عنها فضاع الابناء و تاهوا بين الدروب وتشتت الشمل و اختلط الحابل بالنابل , فقدنا البنية الصحيحة للأسرة , الحرية تمارس بافراط كبير حتى أصبحت فوضى فلا المرأة أصبحت ام ولا الرجل أصبح رجل فكل أصبح له عالم خاص به يسبح فيه على هواه , فيا ترى هل يمكن اعادة جمع هؤلاء و تصحيح المسار أم سنظل نعيش في دائرة كلها فوضى و عدم استقرار شؤوننا في البيت ؟.