بسم الله الرحمن الرحيم
سمي الانسان انسانا لكثرة نسيانه , خلق من مجموعة أعضاء تكونت بداخلها روح واحدة , وكل عضو منه له دور و أهميته فيه , و كل عضو له معنى و هدف منوط به , فكدلك المجتمع هو مجموعة أفراد فادا تضرر فرد من الجمع تداعى له سائر الافراد و تساءلوا عن حاله و داك من الواجب و المفروض طبعا , فما رأيكم أنا أرى نفسي من أنفسكم وأنفسكم من هدا المجتمع كله ,يعني أنا ما أصابني أنا اليوم قد يصيبكم أنتم أيضا , فأنا أرى أن من المفروض مصيبتي لا بد أن تعنيكم و تهمكم لأني فرد منكم , فلربما أنا كانت لدي جرأة و شجاعة فأفصحت لكم عن مصيبتي و ضعفي و قلة حيلتي , تجرءت على مصارحتكم و أنا أعلم أن هناك فيكم من يضحك من حالي و هناك من لا يهتم اطلاقا ,و هناك من تمنى أن يساعد و كثيرة هي الردود و التعاليق التي لا بد أن نفترضها مسبقا قبل فصح مصيبتنا , و هدا شيء طبيعي نحن لسنا في مستوى فكرى واحد فكل له مقاس و قياس و وزن , المهم أني أدرك ما أقول و ما وراء صراحتي , فبدون شك أنه ليس هناك فيكم من هو كامل فالكمال لله وحده , و كلكم تعانون من مشاكل مع أنفسكم لكن مشكلتكم أنكم تخفونها و تتظاهرون بغير حقيقتكم و تفضلون المعاناة على المصارحة و الادلاء و هدا ضعف في الشخصية , فتستركم هدا لا يعني عندي أنكم أحسن حال مني أو من غيري , فحالنا الله يعلمه , فمشكلتنا اليوم في المجتمع أصبحنا نميل الى الكتمان و التستر على أمراض فينا , فنعبد الكتمان و تضليل الطرف الأخر خيفة مادا ؟
خيفة أن يشمت فينا أعدائنا أو يضحك عنا أناس نظنهم أحسن حال منا , نفعل هدا و داك لأننا فاقدو ثقة من حولنا , و غير مؤمنين بالله و بقدره حق ايمان , فأنا لا أرى أن هناك عيب حين نصارح بمشكلتنا لطرف صديق نرا فيه شيء من الصدق و الفهم , فما العيب ان نحن قلنا أننا نعاني من مشكلة ؟ أنا أرى أن العيب حين نكون في صلب المشاكل و ندعي أننا بخير و ما بنا شيء , العيب حين نعالج مشكلنا بمشكل أكثر منه , اننا في هته الحالة نرفض أن نتقدم خطوة الى الأمام , ربما نرى أن الادلاء بمشكلتنا مساس بكرامتنا أو بشخصيتنا , لكن لا ننسى أيضا أن كمال الشخصية لا يأتي بمقدار المواقف التي نتخدها , فلمادا لا نكون صرحاء مع بعضنا و نخرج و لو مرة من لب البيضة التي نختبئ فيها بسواد حالنا و ضعف حيلنا و خجلنا المفرط , ان كنا فعلا نؤمن بأننا جزء من المجتمع , فالحياة استمرارية و ديمومة و أبدا توقفت عند أحد , فهي من تسيرنا و تدفعنا الى العطاء و المزيد , فلما نضغط على مكابح القدر و نكتم أنفاسنا دون أن نفكر بأننا ننتحر بدون شعور بالدنب الدي نقترفه في حق أنفسنا و لما نعيق سبيل تقدم عجلتنا بأيدينا و بأفكارنا القديمة , لمادا لا نحاول أن نوصل رنة أو لحن غيرمباشر على الاقل ان كنا لا نستطيع المصارحة و المواجهة , فلكل داء دواء هدا أمر لا شك فيه فالله سخر لنا من كل أمر روح تحدث أمر أحسن , من مصائبنا اليوم أن المرأة ابتليت بمرض مزمن ألزمها الفراش و أصبحت غير قادرة على العطاء أو الانجاب و اعطاء الروح و الحيوية للبيت و في نفس الوقت ترفض الضرة الممرضة و فهل هدا من المعقول يا اخواني أم أنه مرض أخر قد أصابها و أنا لم أتداركه بعد , فأي حياة تريدها هته المرأة لهدا الرجل في هدا البيت ان كان محروما من كل شيء فيه , أصبح مثله مثل الاسير في زنزانة محكوم عليه بالاعدام أو الاعمال الشاقة مدى الحياة , فأي روح ستسكن بيت لا تدور فيه ملائكة و لا تسمع فيه بكاء طفل أو لمسة حنان أو لطف , فاي طعم لهدا البيت الخالي من الروح البشرية , جدران و سقف و عالم الصمت يخيم على زواياه , فالمرارة هنا لا يشعر بها الا صاحبها و لا يستطيع وصفها الا من تجرع كأسها سنون و سنين , فالمجتمع أصبح لا يتقبل الحقيقة ولا يريد أن يتدخل في شؤون اخوانه , أصبحنا الكل يعيش في دائرة مغلقة , نجلس مع بعض لكن لا أحد فينا يريد أن يتقبل سؤل الاخر عنه , ولا أحد يتقبل المساعدة أو النصح من الطرف الاخر و رحنا نعيش في الاوهام والاحلام التي لا تنتهي ,أصبحنا أنانيون لا نريد أن نتقبل الواقع و المنطق و نتعمد التهميش و التجاهل و حرق أكباد الاخرين , فالكل يخشى من مصارحة الكل , و الكل يخشى من المواجهة أمام الطرف الاخر , أصبحنا نعيش على اخفاء العيوب و التي هي حقيقتنا و نتظاهر بالايجابية و نحن نعلم أننا مخطئون في حقنا و حق غيرنا من الناس , لا نريد أن نتنازل ,
المشكلة أراها في نقص الوعي الفكري و انعدام صلة التواصل و الحوار فيما بيننا , وفقدان الثقة فيما بيننا , و عدم الايمان بالرسالة التي نحن خلقنا من أجلها , فيا ترى أي مستقبل ينتظر هدا الرجل الدي وقفت أمامه هته المرأة المتسلطة برأيها و بمفهوميتها , و أي حديث قد يجدي لاقناعها بأهمية الوجود ان كانت هي قد فقدت الامل في الوجود أصلا , و أي مستقبل ينتظر هته المرأة التي أصرت على كتمان حقيقة ما بها و انكار أهمية الموضوع الدي لا بد من ايجاد حل له , لمادا لا تتقبل بصدر رحب هته الممرضة التي ستكون ضرتها ما دام الامر سيغير مجرى حياتها و حياة البيت كله و يعطيه لون أخر , لمادا لا تتنازل من أنانيتها و هي من تعلن البحث عمن يخلفها لأدارة شؤون رجل و بيت عجزت عن تسييره روحيا , لمادا اسودت قلوبنا و فسدت أفكارنا و عدنا نخشى من اتخاد أي قرار في حياتنا ؟ كل هدا لأننا نعاني من أمراض نفسية اكتسبناها مند الطفولة لسبب أو لأخر فأصبحت اليوم فيروسا يهدد تقدمنا و تحضرنا , و يثير فينا الغليان و الضغط الدموي الدي لا نعلم له قياس .