بسم الله الرحمن الرحيم
من كثر ما مدحنا و وصفنا ظاهرة الفساد و أنواعه و أشكاله و أثاره فينا و في المجتمع زاد رونقه و جماله حتى أصبح موضوعا و فكرة و هدف الكل يريد أن يبني مشروعه انطلاقا من مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد , فتخيلوا وضع الام الحامل فرغبة وحمها تكون من صورة الفساد تلتقطها عدساتها , أكلتها المفضلة عنوانها الفساد , فبالتالي ستكون صورة داك الجنين مطابقة و مشابهة للفساد , فمن المسؤول عن تشويه صورة و بنية داك الجنين في البطن الدي لا محالة سيحل علينا في يوم ما و هو يحمل في أحشائه خميرة و نكهتها فاسدة , تعالوا نغير الصورة أو نضع نقطة و نبدأ من السطر , سطر جديد و لنفكر في موضوع أكثر أهمية هو بناء أفكار علمية تكون بمثابة العسل الشافي و العافي لكل الامراض و السموم , لأننا صراحة أفرطنا كثيرا في التحدث عن الفساد و وصفه , أعطيناه تعليقا أكبر من حجمه الحقيقي , فكلنا فاسدون و لا أحد ينكر دلك فقط نختلف في درجات الفساد , هناك من هو فساده عام و هناك من هو فساده خاص , فلا فرق بين متعاطي سيجارة و متعاطي حشيش , فكلانا مدمنون على سيجارة , و كلانا ملوثون للجو و للعقل ,
تعالوا نستغفر الله عله يتوب عنا و يغفر خطايانا , فاستحالة أن نفكر في معاقبة من أفسد لأننا لو فكرنا في هدا نكون غير واقعيون لأن بهدا الشكل نكون قد أعلنا عن حرب و فتنة و ابادة و دلك منطق تفكير غير سليم , فالافضل أن نتعامل مع الفساد و المفسدين بطرق علمية و حيل موضوعية وقائية تجعل من جليد الفساد يدوب و يتلاشى تدريجيا , يعني نعمل بأسلوب ( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) أو العمل بأسلوب في العجلة الندامة و في التأني السلامة, فنحن نرى الفساد و الفساد أيضا يرانا يعني نحن أصدقاء , و لكوننا أوفياء لا نريد أن نخصر أصدقائنا بهته السرعة , لأنه خروج عن مبدأ الصدلقة , بل لنحاول مراودة هدا الصديق و كسبه لأجل معرفة خلفياته و الدوافع التي جعلته كدالك , فمعرفة الدوافع و الظروف المحيطة به , و المؤثرة فيه تجعلنا نختصر طريق العلاج لأختلاق البدائل التي تعوضه عن الفقدان , فكل فساد و مفسد له ظروف كانت سبب في وجوده و تكوينه , و كما يقولون تعددت الاسباب و الموت واحد , فالانسان بطبعة رحالة يعشق الترحال دوما في تجوال يعيش تغيرات وفق ظروف حتمية بحثا عن الاستقرار و الامان و السعي وراء السعادة و كسب العيش و الرزق , فكدلك الامم تعيش على متغيرات و ظروف حتمية فمراحل الانتقال هته تنتج عنها أفات و أزمات و اخلالات و اصابات و حوادث و محن متعددة , فصعب التحكم فيها بسهوله و كتم أنفاسها و أعصارها في مدة وجيزة
فالامر يتطلب وقت و مدى طويل , فكل تحول أو تغيير في الاتجاه تحدث عنه ضحايا و تظهر من خلاله نقاط ضعف و ثغرات في القوانين , فالضحايا هؤلاء و نقاط الضعف هته و الثغرات تستغلها أيادي الفساد لأجل الاستثمار فيها و بناء مشاريع وهمية و خيالية الهدف منها السطو على أفكار الشعب و استغلاله لنيل قوة العرش و الضغط على الامة من باب الاستخلاف و التمكن , لكن اللعبة السياسية هته التي امتهنها عديموا الضمير و راحوا يستغلون هته البئر لأجل زرع سموم الفتنة في الاوساط و تحريض الشعب بطرق مختلفة و بحيل شيطانية لاسعال الفوضى و فتيل الحروب التي لا تنفع البشرية جمعاء , فالعاقل الواعي لا يسعى الى دلك و لا ينجر و لا يجري وراء هته المراكب الوهمية و المصنوعة من الكرتون , هدفها الوحيد هوقلب الانظمة و تبديد ثراواته و توزيعها و تحطيم فكر الامة و استغلال تراثه و تاريخه و تحريف مساره ,
نحن جيل لا تغرنا حياة الدنيا و لا متاعها و لا خزائن قارون و لا نرضى بالخيانة مهما كانت نوعيتها و لا نصغى للاوهام و نحسب خطوات أرجلنا جيدا ,
نحن حماة الوطن و الامة من الرديلة و الانتحار و التسمم و التمسلم , نحن نعي و ندرك ما نقول و ما نكتب و التاريخ يعرفنا , نحن نريد ثواب الله و جنة الخلد , و لا تهمنا وضعيتنا اليوم بقدر ما تهمنا وضعية جيلنا غدا , ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )
الفرد في المجتمع مفروض عليه و واجب عليه أن يشارك في نشر الوعي الفكر السليم و ان لم يستطع فليصمت خير له , لا تحاولوا أن تخلطوا أفكار شبابنا و شاباتنا , و تلوثون أدمغتهم بأوهام أغاني و رقصات مثيرة من وراءها أضحكة القرن , بل قولوا قولا سديدا , مشكلتنا أننا متعجلون نبحث دوما عن اثارة الشعب و زعزعة عاطفته , لأننا نعتقد أن الشعب يتيم بحاجة الى من يتكفل به , الشعب لا يريد و لا يبحث على من يكفله و لا من يتكلم باسمه هنا و هناك بل يريد دفاعا قويا و حامي واعي يسانده لتحقيق استقرار أوضاعه و تحسين ظروف معيشته و تعزيز كرامته .
و لاثبت لكم كلامي لاحظوا معي هدا
( في العجلة الندامة و في التأني السلامة )
بعد نزع جميع الحروف المتشابهة نتحصل على
( ساعة جدي ) فما معنى هدا ؟ لنرى من خلال تفصيل روحها
( ياء , جيم , دال , سين , ألف , عين , تاء ) أي
( ي ج م د ا ل س ن ف ع ت )
أي ( ميلاد جنس عفة ) أو ( سيال معد جفنة ) أو ( مع جفنة السيد )
أو ( الجنة دمع سيف ) أو ( عجين دف سلامة ) أو ( دفأ عجين لمسة )