بسم الله الرحمن الرحيم
جئتك اليوم يا بحر قاصد شاطئك و شفاعتك و قربك رايت حروفي مبعثرة على سطح أحجارك كالمراة تضيء و تنير لي ببركة القدوم , مرحبة بي بمناسبة هذا اليوم التعيس في حياتي , ليس هناك أحلى من هدوءك و ليس هناك أحن و أنقى من طيف سباتك و صمتك , ما جئتك سوى لألفة الشوق الى ما فيك و من حولك من أسرار , ابتعدت عن ضجيج العمارات و صياح الكباش و لهفة الوحوش الادمية المفترسة لأجل ان أنفرد معك بعض السويعات لأسترد أنفاسي و أنسى أحزاني و أهاتي هناك بجوار مائك, ليتك تسكنني في قاع جوف و تقتلعني من على فوق هته الصخرة , قالوا عني شاعر مفتري و أرادوا ان يثبتوا عمدا على الافتراء , و ما انا سوى انسان عادي ككل الناس, قالوا عني ارهابي و اتهموني بالترهيب و ما انا سوى عبد ضعيف لأ املك سوى هته الحروف التي علمتها لي شيوخ الحكمة و سلاطين اللغة و الادب و هاجموني في عقر داري و اتفقوا على شتمي و اهانتي و اذايتي و جرحي في ليلة العيد , ليلة كانت من المفروض ان تكون ليلة المحبة و السلام و الاخاء و الود , عكروا ميزاجي و صفو تعبيري , ظنوا انهم أولى بالحكم و أصحاب حكمة و ذووا حق و ما هم في حقيقة الامر سوى أجسام خالية من الايمان بالله , نفخوا نفخة شيطان فاتوا ليفشوا غليلهم في انا, نسوا من هم في الاصل و من وضعهم و من بناهم و بنا أجسادهم تلك و نسوا من نفخ فيهم تلك الجراة , تعمدوا على ضري و ضرب يتيم بقلة من الحياء و الحشمة , توضئوا ببول الشيطان و أصروا على فعل الشر و ما انتبهوا للحال من المحال , بشروا بغيب الامور قبل قدومها ,
جئتك يا بحر شاكي أمري من أمر هؤلاء الجهلة الكفرة الذين باتوا لا يفرقون بين الصالح و الطالح و بين الصالح العام و الخاص, باتوا لا يفهمون ما معنى و ما مفهوم ( الدولة )
( ألة ولد ) ( تولد ا ل )(تلا)
(ألم) - ألف لام ميم ) ( ذلك الكتاب لا ريب فيه)
اي( ا ل م ف ذ ا ل ) أي ( فلذ الام) ( أف)
استغفروا الله و اتقوه و لا تكونوا أولياء للشيطان , ان الدولة روح و ليست شخص بذاته أو هي ملكية جماعة من الافراد , انها روح كدم يسري كالماء, دم به كريات ( حمراء و بيضاء) أي ( حب)
( حب مرأ و ضياء) اي( و حمض)
ليس لأحد الحق في ان يعلى على الله فكذلك الدولة , الحق لن يعلى عليه, الحق عالي و معلق بمشيئة رحمان هو مسير الامور و محدد العواقب و الاجال , ليس لأحد ان يسمي نفسه ( انا الدولة ) بل سمي نفسك فرد من أفراد الدولة , تخضع لها و لكل طقوسها و عباراتها و خراجاتها , بأي شكل كانت , و ترضى بما أصابك من بلوة دون نقاش و استفسار, اعلم ان من ابتلاك هو أدرى و يعلم ما وراء سر ابتلائك , و ان رزقك بخير فاعلم أيضا انه كما رزقك ذاك الخير و تلك القوة و النفوذ بامكانه ان ينتزعها منك , هو من سواك و سواني و سوى كل شيء يسري بيننا , و جعله كالماء يسري بصمت , فاحترم الصمت , لا تثر أعصابي, احترم السر و لا تحرجني و تريد معرفة أسراري, لا تستحقر و لا تستسغر الناس و استوعب الدرس ( دل راس) ( دل سر أ) ( أسد)
و افهم ما معنى مفهوم الار , لا تتجاهل من علم السيرة و البيان و كيف الحسبان , لا تتجاهل القلم و القرأن و القدر , و عد الى الارشيف و انظر في تاريخك كيف ولدت و كيف تعلمت و درست و تكونت و من كونك و من نصبك و من رقاك و من بامكانه ان يعيق حركاتك و يفشل أيامك , فلا تتهور و لا تتجاهل العلم و المعلم , احترم من هم أكبر منك سنا و وعيا بشؤون الدنيا و الدين (دود) و لا تتكبر و لا تفتخر على من أجلسك على كرسي من نار قد تحرقك و انت لا تشعر في اي وقت , تعجبت منك و انت تسألني ماذا أعمل و بما أعيش , عرفت انك تشك في امر الله و امر عيشتي العادية , و كانك تريد ان تنبش في قبرك بيدك و انت لا تعلم من امرك شيئا , انا أعمل في سبيل الله و لا أتقاضى ما تتقاضاه انت من وضيفتك, و عادي , انا أجري على الله سأخذه في الجنة, انا لست جثة منفوخة نفختها أيادي لأجل ملأ كرسي و التش فيه, انا نفخني العلم و الحكمة الربانية , غذاني الله بالصبر و قوة الايمان بالروح, لأجل غاية عامة, لا لأجل نفع نفسي فقط,
انا خدمة انسانية ( نية انس أ) (انا)
محفوظ و مستور بسترة الصالحين لن يصيبني الا ما كتبه الله لي , لذلك أحترم الدرس من المدرسة و المدرس و أعرف أهداف العلم و لك انت و أهلك الجاهلون فيها خير و بركة , افهم معنى الدولة انها روح و ليست شكل ( رمش فوق العين)
الرمش هو حافظ العين و ليس العكس , فهل يستوي الاعمى و البصير ؟ أبدا
لذلك تنقصنا ثقافةالوعي و روح الفن حتى نتعلم كيف نتصرف مع أحوالنا و كيف نسير مع الامور بشكل محترم , و بروح رياضية دون تهديد , خاصة و نحن في يوم العيد,
( فأما اليتيم فلا تقهر و أما السائل فلا تنهر)
( و أف)
اخلص الى الله و قل هو الله أحد .