بسم الله الرحمن الرحيم
لكل ثورة أسباب و دوافع و تيارات تختلقها و أهداف لها و لغايتها تحمعت في زجاحة واحدة و امتلئت بغازات مسمومة و محدرة فجرتها أيادي تحت تأثير فتاوي التغليط و الجهل الاعمي و شعارات ممولة برؤوس أموال خارجية و فبركة قنوات فضائية معادية للاسلام و للعروبة , تورط فيها من الشعب الغير الواعي و من السلطة العديمي الضمير , فكان هناك قاتل و مقتول و محرض و مستفيد , فبعد مقاومة عنيفة و شرسة و مفاوضات تهدئة الوضع انتهت الى نقطة السلم و لم الجراح و تغميدها , لكن لكل ثورة مستفيد و ضحايا و مخلفات , فالمستفيد قد كبر و الضحية كبرت و المخلفات كبرت , في رأيكم أليس هته الافات المتعددة المنتشرة في المجتمع من بؤرة الارهاب و بقاياه , هته الصورة التي أصبحت تهدد الوضع في كل ناحية و بشتى السبل و الحيل ,
فكم من فتاة اغتصبت و ها هي اليوم تبيع الهوى في الشوارع حهارا نهارا ؟
و كم من مؤسسة أحرقت و سرقت أموالها فمن أخد هته الاموال و من يستغلها ؟ وفيما يستغلها يا ترى ؟
و كم من مفقود ضاع في هته الثورة و لا أحد علم بأمره ان كان حيا أو ميتا أو بدل هويته أو يعمل تحت غطاء أخر ؟
و كم من ضحية ترملت و تركت من ورائها أولاد ضائعين في الشوارع , بالامس كانوا في ست معيتة لا يفهمون معنى هته الثورة لكن الايام عدت و كبر هدا الطفل و أثار الجرح ما زالت تدب في عروقه , أفلا تعتقدون أن هدا الطفل سيستغل هته الجروح و يصنع من أثارها أرضية للانتقام ؟
يعني باختصار صحيح سد باب الاقتتال و أغلق بهدنة و سلم , لكن باب الحقد و الانتقام ظل ملف مطوي و مجهول بحاجة الى علاج , لأن هدا الملف بالضبط هو ورقة تريد أن تستغله أطراف سياسية أيضا لها أهداف و دوافع , أطراف تعمل على خلق افتراضات و أوهام و ترويج فكر غير صالح بحجة الاصلاح و رد الاعتبار لكن غايتها ليست كدالك ,أهدافها هي نفس هدف الثورة الاولى ,
فالاصلاح ليس اختيار أو برنامج لأحزاب بل هو في اصل المنطق مهمة و تكليف وطني و الغاية منه تطهير الساحة من الموبقات و الصراصير و الانغام المزعجة , التي لا تخدم مصلحة الشعب بقدر تهديمه , مهمة تتمثل في زرع أليات و مؤسسات قوية مهامها التقرب من القاعدة الشعبية و التطلع على أحواله و التعمق في أفكاره و معالجة أثار جراخه , و محاولة تضميدها , و غرس الطمأنينة و السكينة في نفوس الناس , مهامها التوسط و تبسيط الحلول لمشاكل الناس و معرفة استئصال من وراء ابادة و تجويع الفرد في المجتمع ,
وضع حد لهته الافات و كسر جدار الحقد و البيروقراطية , كل هدا يكون من خلال فتح مجال السمع و باب التكفل المباشر بمظالم الناس و دراسة حلولها , فالشعب أغلقت أمامه كل الابواب و فقد الامل في كل سياسي يدعي أنه قد يخدمه , فبفتح هته النافدة نكون قد أنرنا طريقا جديدا نستهل به بداية جدية نحو ضرب و صد يد الفساد بمعية و مشاركة حس الشعب المهمش , فبفتح هدا الباب نكون قد قضينا بطريقة دكية على كل الافواه التي تعمل على زرع الفتنة في الساحة , و الافواه التي تريد استغلال نقاط الضعف هته فينا لأجل العمل على تلويث الساحة و تهديد الاوضاع و منع الاستقرار ,
الشعب بحاجة الى من يسمعه و يحضنه و يمد له العون و المساعدة لا الى الفتاوي و الخطابات الرنانة ,
فلما لا نسمعه في حرم مؤسساتي عوض البلبلة في الشوارع و المظاهرات و المسيرات التي لا تؤدي الا الى نتيجة واحدة و هي الفوضى و الهمجية و اثارة الرأي العام و المسخرة التي لا ينتج عنها سوى الضحايا الابرياء ,
يعني الاصلاح ليس أبدا من مهام و لا من برنامج الاحزاب بل هو مشروع دولة و مؤسسة قائمة برجال أوفياء دووا تجربة في مكافحة الارهاب و الفساد عامة ,
فالاحزاب العام و الخاص يعلم أنها بنيت على مصالح مادية و مولت برؤوس أموال مهربة و مسلوبة من خلف الشعب , الشعب يئس من سياسة الكدب و الغش و الزور ,
الاصلاح من مهام الدولة بادارة مؤسساتها و لن يكون لأحد الحق الاستثمار فيه و هدا منطقيا لأن الاحزاب متورطة في الفساد و في الارهاب و التهريب فكيف بها تستطيع أن تقنع الشعب بأنها قادرة على الاصلاح و هي أوراقها مكشوفة و ظاهرة يعرفها حتى الصبيان الدين يدرسون في المدارس الابتدائية , فكراسي البرلمان ما عادت تسمن و لا تغني من جوع سوى نافعة لأصحابها و راكبيها .