هي مقال حديث الماز مولده ( حمامة )

انها ولدت من رحم تلك الزجاجة التي أرادت لها صدفة الرحمان ان تنفتح على مرتين و فالمشروب انشرب و مضى شاربه لحاله و بقيت هي تنتظر قدومي على وقع ( كنت وراي) لتريني أية من أيات الصدف و هي تلك الحمامة المبتورة من ساقها , هي تلك الزجاجة التي من المفروض أن يعاد تعبئتها من جديد بمشروب عصير خالي من الغازات , ثمة ولد وحي روعتها و ما كنت أدري , و حين ايقنت الامر ففسرته بنحوي المعتاد و هو غفارة و مسجد زواج و يعني أن الصدفة كانت في محلها , حمامة بسبع صوابع لها جمع و غفران و مولود جديد , انها فرحة سيل خير في طريقها أو قل رواية من روايات الخيال المستخرج من الواقع المزيف, يدلي بأن هناك شيء ما في غير محله و بحاجة الى ارادة قادر لتحويله و تحريكه , فمن عادة الزجاجة ان ننقلها الى حمام الغسيل قبل تعبئتها , و ذلك لتنظيفها من كل الاوساخ التي بها ثم يعاد تعبئتها و عرضها للمستهلك , لا يمكنك أن تعبئها دون تنظيف ما بداخلها و ازالة كل الاوساخ التي بهاو فالعبد خلق لأجل لمس السعادة و الهناء و الاستقرار و العيش على الامل , فان تحقق له ذلك فليقل ان هذا من فضل الله و يحمد و يشكر و ما الشكر الا اليه , و ان لم يتحقق فليقل تلك هي ارادته و علمه و له الحق في أن يصنع منا و بنا ما يشاء, فلقلما اشتقنا الى الافراح و اللمات في عائلة و احدة مستقرة , ولدنا من غصن أمل و عشنا رفقة ألم و أمل معلق و صرنا حالنا و قلنا دوما الحمد لله عسى الله يخبئ لنا خيرا في غيبنا لا نعلمه,

فمن عادة الحمامة رسولة و مبشرة و منذرة في نفس الوقت فلذلك أنا تخيلتها ولدت من تلك الروح الضائعة و من ذاك الحلم الغائب و المعادي لي , ففي الانتظار خير من العدم و في العبادة و الذكر خير من الكره و اليأس و الكفر و القنوط و فلذلك فان كنت لي و من نصيبي يا ألمازة فأنا لك زمالة و زلمة و ان لم تكوني لي اذكريني يوما و اعترفي لي بأني عشقتك من الواقع و مدحتك على طاقتي و ضحيت من أجل أن أقتطفك , عشقت هواك المعلق بين السماء و الارض أنادي رافعا يدي الى السماء راجيا من الله الحسن والاصغاء و اللمة اليك و نيتي أن أجمع ما لم ينجمع و اضمد الجراح و اغرس المستقبل من وحي تصحيح الحاضر , نيتي الشرف بالقبول و الرضا بالمكتوب و المسجل على الكتب, فليتك تعين أن الحياة شكلها كالمنامة فينا من أحسن و أتقن نومتها و عاشها بحلم و حقيقة التمس ظفرها في الواقع , و فينا من حسبها لهو و نوم و غطاء و أكل و شرب , ان الحياة امتحان لنا فيها لنا درس و مدرس يقرأنا من ايامها العبر و يعلمنا سبل الخير و الفلاح فيها , أبدا كانت الحياة مجرد سرير للكسل و العبث و اللهو و النسيان و الجمود , بل انها سعي و حلقة من فيلم قصير , بطلاها رجل و امرأة تحابا في الله و ضحى بكل ما لديهما في سبيل الله و من اجل بلوغ غاية و هدف نفع و ثواب و أجر , ابدا كانت الحياة مسلسل للاكل و الشرب و التهريج ,بل انها دين و عمل و وفاء اي ( ودع) وديعة و أمانة نحن في طيها نحتفظ كما يحتفظ المح و الماء الابيض داخل حبة البيض, فان راعينا أنفسنا فاننا لن ننكسر و لن يفسد جو محنا أبدا و ان لم نراعي النشيد المقصود من وجودها فنصبح و قتها عباد طائشون نمشي بلا هدف و بدون معنى منا من الوجود , لا بد أن نكون مثل حبة الالماز نسر كل من ينظر الينا و نصنع لأنفسنا قيمة و نرسم كلماتنا و نرشم شعورنا على حقيقته و لا نعبأ بمن لا يقيم المقام , فما فائدة وجود العبد في الارض دون عبارة كالحجرة دون معنى منه و لا قيمة من تقييمه أو صرف موضوعه .

بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورة أختي سما على تصفحك الموضوع

» مقال كدية سر الصلاح (مس أم )
» زقة حمامة ......
» هي حمامة جبل و أنا امام برسالة ( حاج أبوه)
» مقال من مقام .....
» مخ قطك أقوا لدور نسر و حوت ( م.ق.ا.ل نوح )